عاش عدد من السعوديين حالة من القلق خلال الأيام الماضية في مدينة الرياض بعد تناقل الكثيرين منهم لتحذيرات نسبت لـ"وكالة ناسا" تحذر من خطورة أشعة الشمس خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع، وإمكانية إصابتهم بـ"العمى" في حال التعرض لها منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة عصرا، وبررت الرسالة المفتعلة ذلك التحذير بالقول إن الشمس سترسل موجات حرارية وكهرومغناطيسية تؤثر على الشبكة البصرية وتصيبها بـ"العمى الفوري". وفي المقابل قلل خبير في الأرصاد من حجم هذه الإشاعة، معتبرا أنها لا تعدو كونها "كلام واتس آب"، ناصحاً أخذ مثل تلك المعلومات من مصادرها العلمية الموثقة.

وبدد أستاذ الأرصاد الجوية المساعد، مستشار الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي الدكتور ناصر السرحان في حديث إلى "الوطن" المخاوف التي أثيرت حول هذا الموضوع، وقال إن هذه التحذيرات مجرد إشاعات ولا صحة لها بتاتاً. وأوضح السرحان أن الأمر يتكرر سنوياً مع بداية كل فصل صيف، وأبدى أسفه على أن مثل هذه الأطروحات تجد رواجاً عالياً من الكثيرين دون التحقق من صحتها. وأضاف: في العام الماضي تناقل الكثيرون في بعض وسائل الإعلام أن درجات الحرارة ستصل إلى 70 درجة مئوية، وهو ما لا يوجد دليل علمي عليه، وهو كلام عار من الصحة تماماً ولا أساس له، مشيراً إلى أن أعلى درجة حرارة في العالم سجلت في دولتين فقط هما الكويت وليبيا قبل فترة بعيدة ووصلت حينها درجة الحرارة إلى 59 درجة مئوية ولمدة ساعة فقط وقت الظهيرة ولم تتكرر عقب ذلك. وقال إن مقاييس درجات الحرارة في السيارات لا تظهر الأرقام الحقيقية لحرارة الجو، إذ إنها تتأثر بحرارة محرك السيارة نفسها، لذلك تزيد من 3 إلى 5 درجات إضافية على درجة حرارة الجو الطبيعية، فضلاً عن تأثر المقياس بالحرارة الناتجة عن احتكاك إطارات السيارة بالأسفلت، مؤكداً أن تلك المقاييس دقيقة جداً وتلتقط جزيئات الهواء والغازات المنبعثة، سواء من محركات السيارات أو الجو العام للطرق المزدحمة، وهو ما يؤدي إلى رفع درجات الحرارة على مقاييسها.