في الجولة الأولى لدوري عبداللطيف جميل تلقى الشباب (صفعة) رباعية من الاتحاد الذي لعب دون أجانبه لعدم أهليتهم نظامياًَ، ويوم الجمعة الماضي تلقى (صفعة) أخرى وبنفس النتيجة (1/4).

هذا الفريق من صنع وتأليف البلجيكي الخبير ميشيل برودوم، الذي غادر وترك آثار عمله، دون أن أقلل من كفاءة وجدارة الاتحاد ثم الهلال بالفوزين الكبيرين.

برودوم الذي حقق لليث بطولة الدوري قبل موسمين بعد صراع طويل وشاق مع الأهلي، نسي كل إيجابياته، واتخذ مساراً مخالفاً لكل المدربين الكبار وهو يغير بكثرة في العناصر حتى بين فترتي التسجيل، بعد أن أعطته إدارة الشباب الصلاحيات كاملة، حتى وصل الأمر إلى أنه (ربما) يبعد الرئيس..!

في السنة الثانية من عمله أعطي مهام (المدير الفني) وغادر بعض من عملوا معه لعدم توافق سياسته مع ما يجب أن يكون، وأهمية وجود مدير الكرة بالمسمى الآسيوي (مدير عام كرة القدم)، وهذا ما حدث على أرض الواقع بالتراجع وإعادة خالد المعجل.

ومع مرور الوقت غادر برودوم وتم تعيين (إيميليو) الذي يصنف في فريق العمل (مدرب أول)، ومن سوء حظه أنه خسر بالأربعة أمام الهلال بعد أن فاز على نجران 5/1 وهو مرهون بلاعبين تعاقد معهم برودوم، والأكيد أنه يواجه ضغوطاً كبيرة الآن، ولا سيما أنه لم يتفاعل مع مجريات المباراة بما يحد من خطورة الهلال الذي تقدم بخطأ دفاعي من وليد عبدربه، ما أزم حال المدرب الذي تكبد خطأ آخر (بلخبطة) دفاعية استثمرها جيداً ناصر الشمراني ونيفيز، قبل أن يُجهز عليه وسط الهلال الكاسح في بداية الشوط الثاني.

النادي على كف استقالات بين أن يغادر الرئيس القوي والذكي خالد البلطان وأن يبقى حتى نهاية الموسم، وهل المدرب إيميليو هو الأنسب أم لا بد من تغييره.

أقول إن على البلطان أن يقرر سريعاً، والأفضل أن يبقى حتى نهاية الموسم، وربما من مصلحة الفريق، وهي أمنية شخصية، أن تسند المهمة لنايف العنزي الذي تم وضع الثقة فيه هذا الموسم مع الناشئين نحو تأسيس عمل أفضل، وهو مدرب له تجارب سابقة ثم نال أعلى شهادة تدريب مع زميليه صالح المطلق وعمر باخشوين على حسابهم الخاص، وأراه امتدادا لسامي الجابر الذي وجد الثقة من رئيس الهلال وبعض الشرفيين، وها هو يسير بخطى واثقة ومميزة.

في شأن الرائد، فإنه كسب لنفسه مساحة كبيرة في الثلث الأول من مشوار الدوري وهو يهزم الهلال ويتعادل مع الأهلي (خارج أرضه)، وبأسلوب واحد يعتمد على تكتل اللاعبين والارتداد من أقصر الطرق، وبعد أن هزم الهلال منذ الشوط الأول ودافع كامل الشوط الثاني وبجميع لاعبيه مع مساندة العارضة والقائم وبراعة حارسه أحمد الكسار، تكرر السيناريو مع الأهلي في ضياع فرص الفريق المضيف، ومحاولة خطف هدف في أكثر من هجمة مرتدة، لكن مشعل العنزي لم يتقن التسديد، مخالفاً براعة البرازيلي برونو أمام الهلال.

الرائد بدفاعه تصدى لفريقين مرصعين بالنجوم، وإذا نجح في تكرار هذا العمل مع الفرق الأخرى سيكون له شأن في تحديد هوية المنافسين، بعد أن سحب الصدارة من الهلال وأعثر الأهلي. والواضح أنه من السهل أن ينهار ويخسر متى اضطر لفتح ملعبه مثلما حدث أمام الشباب (2/5)، بينما عجز عن تجاوز مماثليه العروبة ونجران، وتفوق على الاتفاق في البداية. وهذا يجعل الإدارة والنقاد في حيرة، مع أحقية المدرب الجزائري نور الدين زكري واللاعبين للتهنئة.