يبدو أننا على علاقة ـ ربما تكون دائمة ـ مع كل ما هو إلكتروني ذكي ببرامجه وغبي بمشاعره وأحاسيسه من: أجهزة تلفزيون، وشاشات، وهواتف محمولة، أو لوحية، حتى بتنا أسرى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مواقع إخبارية وهزلية وساخرة، أو بالأحرى "كل يغني على ليلاه" في هذه المواقع.
نحن هنا نتكلم عن "التسلية" وما يعانيه معظم الشباب من فراغ كبير، لم تنفع معه المباريات الجماهيرية في ملاعب لا ترقى إلى مستوى الطموحات، ولا النشاطات المملة التي تنظمها بعض الجهات، ولا مسرحيات الأعياد ومواسم الصيف التي لم تعد تجذب الجمهور كما في السابق!
قتل المسرح الغنائي، واختفت المهرجانات السينمائية، وبات الشباب يهيمون في الاستراحات والمقاهي والشوارع بحثا عن وسيلة ترفيه واحدة تنظم باستمرار وتكون فاعلة في تحريك المشهد الثقافي والفني "الميت".
نعم، إن المشهد الفني لا يعاني سباتا كما يقول البعض، بل إنه اختفى وربما للأبد، ولم يبق هناك أمل في عودته، وبقيت الذكريات في عقول متذوقي المسرحين الغنائي والدرامي على حد سواء في زمن لم يكن فيه "درباوية" أو "مفحطون"، أو استراحات شبابية ومقاه تملأ كل مكان!
ولأن الأغنية هي وسيلة الترفيه الأولى عند السعوديين، إلا أنها ـ للأسف ـ بقيت تسمع داخل سياراتهم وأجهزتهم الذكية، أو في صالة فندق غريب وبعيد!
ذكرتني هذه الحال بفيلم "سينما 500 كم" للمخرج عبدالله آل عياف، فبعد 8 سنوات من عرض ذلك الفيلم، أصبح لدينا الآن أول فيلم يرشح لدخول مسابقة الأوسكار، ربما نحتاج لفيلم آخر عن المسرح وفنون أخرى، كي تعود هذه الفنون إلى الحياة بعد عقود أو لنقل بنظرة تفاؤل بعد سنوات!