عادت الانشقاقات عن صفوف قوات النظام السوري إلى الواجهة من جديد، بفرار 15 من عناصر الحرس الجمهوري "الفرقة الرابعة" فرع حرستا، كما أعلن الناطق بلسان قوى الثورة والمعارضة السورية في أوروبا بسام جعارة لـ "الوطن" أمس. وأوضح جعارة أن الفرقة الرابعة تعتبر الأعنف في قوات النظام السوري، وتقود في الغالب، أعنف المعارك والمجازر، التي شهدتها سورية منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، ويُعدُ تدخلها في المعارك كمرحلةٍ أخيرة فيما لو استعصى حل أي مواجهةٍ عسكريةٍ على الأرض. وكان الرائد ماهر النعيمي أول المنشقين عن الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة، بعد اندلاع الثورة في وجه نظام بشار الأسد بأشهر قليلة.
وعادت الانشقاقات عن قوات الأسد للواجهة، بعد أن توقفت أكثر من 3 أشهرٍ مضت، وقادها أكثر من 71 ضابطاً، من بينهم عدد كبير من الجنرالات، تواترت أنباء عن بلوغهم الأراضي التركية أول من أمس.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن شرخاً جديداً شهده السلك الدبلوماسي السوري، تمثل بانشقاق السكرتير الثاني بوزارة الخارجية والمغتربين السورية لمى أحمد أسكندر، وهو الانشقاق الأول لأحد أبناء الطائفة العلوية، العاملين في السلك الدبلوماسي السوري بوزارة الخارجية.
وتنحدر لمى أسكندر من أسرةٍ علوية، تُقيم في حمص، وكان والدها عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث الاشتراكي السوري، وتولى قبل وفاته حقيبة وزارة الإعلام السورية، وكان من المقربين إلى الرئيس السوري حافظ الأسد، وهو الأمر الذي أعطاه نفوذاً كبيراً على مستوى الدولة السورية في عهد الأسد الأب.
واعتبر جعارة أن عودة الانشقاقات إلى السطح من جديد، نابعة من شعور البعض من مؤيدي نظام الأسد بأن الوقت قد أزف، وأن تحركاً دولياً ربما يحدث وإن كان بشكلٍ غير مباشر، عبر فرض منطقة حظر طيران على الحدود السورية الجنوبية مع الأردن، أو الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي قاد هذا العدد من الضباط ذوي الرتب الكبيرة للتخلي عن نظام الأسد.
سياسياً، قال جعارة في حديثٍ لـ"الوطن" أمس، إن الموقف المصري المتمثل في قطع العلاقة "نهائياً" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سيُمثل غطاءً شرعياً فيما لو فكرت الدول الغربية في تنفيذ عملٍ عسكري ضد نظام دمشق. وأضاف "الموقف المصري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي، ربما يُفسره البعض كنوعٍ من الغطاء الشرعي لأي تحركٍ دولي ربما يتم تداوله، وهو بمثابة تأمين شرعية دولية لذلك التحرك بالفعل".
ميدانياً، شنت قوات الأسد أمس، هجوماً عنيفاً "غير مسبوق" على أجزاء من العاصمة دمشق، تمثل في قصف الغوطة الشرقية، مدعوماً بقصفٍ مشابه على حمص، لاستشعار النظام بتفكير بعض الأوساط في المجتمع الدولي بتنفيذ ربما ضربةٍ عسكرية أو ما شابه ذلك، طبقاً لمصادر ميدانية، التي اعتبرت بدورها أن الهجوم العنيف على العاصمة وحمص، يأتي بمثابة عدم قدرة قوات النظام على تنفيذ مخطط اقتحام حلب واستعادتها، والاكتفاء بالتمرتس على أطراف المدينة، أي حلب، وهو ما يعتبره البعض محاولةً من قبل النظام للسيطرة على العاصمة وحمص لما تمثلانه من أهميةٍ استراتيجيةٍ عن غيرها من المدن السورية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى قصف من جانب قوات النظام أمس على جيوب لمقاتلي المعارضة في دمشق مثل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وأحياء القدم والحجر الأسود والعسالي.
كذلك، اندلعت معارك في منطقة الغوطة الشرقية عند أطراف دمشق.
وفي حلب (شمال)، أطلقت القوات النظامية قذائف هاون على حيي الخالدية وبني زيد اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة. كما قصفت القوات النظامية قرية عدنان ومحيط خان العسل في محافظة حلب، بحسب المرصد.