شهدت مدن عراقية، من بينها العاصمة بغداد، أمس، سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات بعد مرور 24 ساعة على إعلان تشكيل الحكومات المحلية، واستعداد وفد عراقي لزيارة جامع الأزهر لبلورة موقف موحد للحد من نشاط الجماعات المسلحة التي توصف بتبنيها التطرف.
ففي محافظة النجف، أدى انفجار سيارة مفخخة شمالي المدينة لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، فيما سقط تسعة أشخاص بين قتيل وجريح بانفجار سيارة مفخخة في قضاء المحمودية جنوب غربي العاصمة، وتزامن الحادث مع انفجار أربع سيارات مفخخة في محافظتي ذي قار وواسط، أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 23 شخصا.
وأعلنت اللجنة الأمنية في محافظة البصرة، أن حصيلة انفجار السيارتين المفخختين وسط المدينة ارتفعت إلى 15 قتيلا وجريحا.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة حقوق الإنسان عن إرسال وفد يضم عددا من رجال الدين إلى القاهرة للقاء مسؤولين في جامع الأزهر. وقال الوزير محمد شياع السوداني، لـ"الوطن": "سنتبنى نحن كوزارة مهمة تشكيل هذا الوفد بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لعرض الحقائق أمام رجال الدين بالأزهر والمتعلقة بعملية الدفع بايجاد معركة لصالح أجندات دولية عبر تحريك الصراع في المنطقة ليكون بين أبناء الأمة الإسلامية وتحت مسميات طائفية ومذهبية".
من جانبه، أوضح عضو الوفد الشيخ فؤاد المقدادي، ممثل العراق في المجمع الإسلامي الفقهي الدولي، أن الزيارة تهدف لبلورة موقف موحد للحفاظ على الثوابت الشرعية الداعية إلى نبذ التطرف. وأضاف: "لدي كل التوصيات والقرارات الصادرة عن هذا المجمع والتي تقر بأن الأمة الإسلامية وسطية واحدة موحدة، وهناك فئة تكفر المسلمين وتقاتلهم وتغذي التطرف وإراقة دماء المسلمين وهذا من أبرز مظاهر الخروج عن الثوابت الشرعية".
وفي شأن آخر، تعقد اللجان التنسيقية للحراك الشعبي مؤتمرا في أربيل في غضون الأيام المقبلة، لبحث اعتماد تشكيل أقاليم فيدرالية في المحافظات التي شهدت اعتصامات لتلبية مطالب المتظاهرين، وقال المتحدث باسم اللجان محمد طه الحمدون، لـ"الوطن": "دعت مؤسسات دينية وشخصيات سياسية واقتصادية إلى المؤتمر لمناقشة خيار اعتماد الإقليم، فإن وجدنا فيه ضالتنا في الحفاظ على هويتنا ودرء المفاسد والظلم عن هذه المحافظات سنذهب إليه، وإن اقتنع المشاركون بالمؤتمر بعكس ذلك سنرفض هذا الخيار".