مجلس إدارة أي شركة وطنية هو مواطن بالدرجة الأولى.. أعضاء مجلس أي شركة وطنية هم في الغالب - أيضاً - سعوديون..

بمعنى: هم مواطنون مثلنا.. يحبون هذا الوطن.. يسعون لبنائه مثلنا.. يغارون عليه.. يهتمون به..

قبل أيام تفاعلت الصحف مع أرباح خرافية سجلتها البنوك السعودية اقتربت من الثلاثين مليار ريال.. وهي بالمناسبة أرباح فصلية. ليست أرباحا سنوية!

مجالس إدارات هذه البنوك هم سعوديون.. أسماؤهم معروفة.. مواطنون مثلنا.. حريصون على هذا الوطن.. لطالما تحدثنا حول مساهمات هذه البنوك للمجتمع.. بل ولطالما طالبنا هذه البنوك بالالتفات لموظفيها..

اليوم سأغيّر لغة الخطاب، وأتوجه به مباشرة إلى 12 مواطنا سعوديا هم رؤساء مجالس إدارات هذه البنوك..

أنتم مواطنون.. منا وفينا.. هذا الوطن لنا ولكم.. من حقنا أن نعرف إسهامات هذه الشركات - البنوك - التي ترأسون مجالس إداراتها.. أنتم على الأقل لستم مثلنا من ناحية الإمكانات.. من حقنا أن نسألكم - كمواطنين وليس كرؤساء مجالس إدارات فقط - ماذا قدمتم لهذا الوطن.. ما إسهاماتكم..؟

دعونا نخاطبكم بلغة مباشرة: حينما تمضون الفترة القانونية وتتركون العمل ويسألكم أحد الصحفيين: ما الأعمال التي قدمتموها للوطن.. بماذا ستردون عليه؟

- بالتأكيد السؤال سيكون محرجاً.. لكنه سؤال منطقي، وستواجهونه يوماً ما..

قد يكون الموضوع مطروحا منذ سنوات.. لكن هذا لا يلغي أهميته.. بل وأهميته القصوى..

اليوم هناك بنوك خليجية دخلت السوق السعودية.. ومن المعيب والمخجل أن نقرأ يوماً عن مشروع اجتماعي أو إنساني قدمته هذه البنوك للمجتمع.. بينما بنوكنا الوطنية - التي يرأسها ويديرها مواطنون سعوديون - لا همّ لها سوى حصد الأرباح المليارية دون أن تقدم ما يحفظ ماء الوجه.