هل هي أزمة أم لا؟ هذا السؤال أدخل الأوساط المجتمعية في محافظة طريف بمنطقة الحدود الشمالية في جدل واسع مع مسؤولي المياه في المحافظة الذين يصرون على عدم وصف نقص الإمدادات بـ"الأزمة"، بينما يستغرب الأهالي بدورهم من هذا التمييع المتعمد للمعاناة التي تنتاب الأهالي جراء ذلك.

سكان محافظة طريف، يؤكدون أنهم يعيشون أزمة حقيقية بسبب ضعف كمية المياه الموزعة عبر شبكات الأحياء منذ أسابيع، وارتفاع أسعار الصهاريج الناقلة للماء والتي وصلت إلى 250 ريالا.

وقال المواطن سلطان خالد، إن مياه الشبكة التي تغذي الحي الذي يسكنه "حي اليرموك" قد توقفت عن عدد من المنازل منذ أسابيع، مما ولد أزمة في المياه عززها الزحام والطوابير في محطات الشبكة الرئيسة وطول فترة الانتظار للحصول على وايت ماء وبأسعار مبالغ فيها.

ويقول لـ"الوطن" أحمد علي ـ سائق أحد صهاريج التوزيع ـ إن الطلب خلال هذه الأيام ـ لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة ـ يرتفع على المياه، الأمر الذي يدفعهم للرفع من قيمة الصهريج، مؤكدا أن تعبئة صهاريجهم تستغرق وقتا ربما تصل إلى أربعة ساعات، نتيجة الزحام الشديد الذي تشهده " الأشياب"، مستغربا من عدم جعل وقت التعبئة مفتوحا لأصاحب الوايتات لآخر النهار بدلا من تحديده بخمسة ساعات تنتهي في الساعة الـ12 ظهرا في ظل وجود نقص واضح بمياه المحافظة.

وسعت "الوطن" للحصول على رد من مديرالمياه بمنطقة الحدود الشمالية المهندس عافت الشراري على معاناة الأهالي هناك، وذلك بالاتصال عليه عدة مرات، إلا أن هاتفه لم يجب، وكان ذلك الحال كذلك مع مدير العلاقات العامة، في وقت بعثت فيه الصحيفة استفسارا حول مشكلة نقص المياه عبر الإيميل الخاص بالعلاقات العامة، ولم يأت الرد منهم حتى ساعة نشر التقرير.

وكان مدير العلاقات العامة بمديرية المياه بالحدود الشمالية أحمد منادي العنزي أكد لـ"الوطن" مطالبته بعدم وصف المواطنين لمشكلة نقص المياه بطريف بـ"الأزمة"، فيما شخصت مصادر السبب الحقيقي وراء انقطاع وأعطال الخط الناقل للمياه من منطقة بسيطا في منطقة الجوف إلى طريف، بأنه تجري هذه الأيام أعمال صيانة لعدد من الآبار في منطقة بسيطا التي تضخ المياه لمحافظة طريف، إذ أدت هذه الأعطال إلى ضعف في شبكة المياه.