توقع خبيران عقاريان أن تشهد المدن الصغيرة والقريبة من المدن الرئيسية ارتفاعا في الطلب على المساكن خلال السنوات القادمة، مع استمرارية الطلب في المدن الرئيسية الرياض والدمام وجدة، منتقدين وبشدة التصاق تجار الأراضي بالمطورين العقاريين، مستبعدين أن يكون التطوير العقاري ذا صلة بتجارة الأراضي، بل هو صناعة للعقار وتطوير للمسكن لا للأرض.

ورجح الرئيس التنفيذي لرأيك العقارية الدكتور محمد العجلان، تزايد الطلب على المساكن في المدن المجاورة للمناطق الرئيسية، موضحا على سبيل المثال لا الحصر ما تشهده المجمعة من طلب على المساكن، بالإضافة إلى أن الطلب يكثر في الرياض ومنطقة مكة المكرمة بشكل كبير.

وانتقد العجلان بعض المنتسبين لسوق التطوير العقاري، الذين وصفهم بتجار الأراضي ولا يقومون بأي تطوير يخدم السوق العقارية، مضيفا: "في العقار يجب أن نفصل بين المطور العقاري وتجار الأراضي، وهذا سبب مشكلة في التطوير العقاري، ويجب أن نصحح مفهوم التطوير العقاري، وهو الشركات التي تقوم بتقديم منتج نهائي للعميل وهي الوحدات السكنية أو التجارية، والموجودون الآن في سوق التطوير العقاري غالبيتهم تجار أراض ولا يمتون للتطوير بصلة وهم عبء على القطاع".

ويرى العجلان أن ارتفاع أسعار الأراضي غير المبرر خلال السنوات الماضية، معتبراً أنه وقف عائقا دون تملك المواطنين لمساكن، متوقعا أن تشهد الـ5 سنوات القادمة انعكاسا في الأسعار، مبينا أن تكاليف البناء هي التي سترتفع، وفي المقابل فإن أسعار الأراضي ستصل إلى مستويات منخفضة.

ودعا العجلان إلى تطبيق أنظمة وزارة الإسكان الحديثة، التي رأى في عدم تطبيقها استمرار الحال كما هو عليه، مضيفا "وفي حال طبقت الوزارة كل ما أفصحت عنه من أنظمة فإن أسعار الأراضي ستنخفض".

من جهته أكد مدير الأبحاث والتطوير في شركة المشرق للتطوير العقاري معاوية الدوسري، أنه ومن خلال آخر الدراسات يتضخح تحرك قوي في غرب الدمام على الشقق السكنية، بالإضافة إلى جنوب الخبر أيضا.

ويرى الدوسري أن سوق التطوير العقاري حتى يؤتي ثماره ويكون ذا قيمة مضافة، لا بد أن يتحالف المطورون العقاريون ليتمكنوا من جعل السوق أكثر فائدة، مؤكدا أن التطوير العمراني يعتبر صناعة ولم يعد كما كان سابقا مجرد تجارة، مشيرا إلى أن المستهلك النهائي يبحث عن الاسم المميز وذي الجودة العالية، الأمر الذي سيتحقق مع التحالفات على حد قوله.

وانتقد الدوسري ملاك ومطوري العقار في المنطقة الشرقية، مبينا أن المشاريع السكنية في المنطقة تصل نحو 2000 وحدة سكنية، إلا أن ما يسلم في السنة الواحدة قد يصل إلى 122 وحدة سكنية، مؤكدا أن هذا رقم ضعيف ولا يصل لمتطلبات السوق.

ورجح الدوسري أن يكون مستقبل الطلب على المساكن بشكل كبير في 3 مناطق متفرقة إلى جانب المدن الرئيسية، موضحا أن غرب المملكة وفي المنطقة التي تفصل مكة المكرمة عن جدة تشهد 3 مشاريع سكنية تطويرية ستنتهي نهاية 2015 بحجم إجمالي يصل لقرابة الـ3.2 مليارات ريال.

وأضاف الدوسري أن ثاني المناطق هي الواقعة بين الخبر وبقيق، مشيرا إلى أن هناك عدة مشاريع سكنية تستهدف شريحة معينة وهم الصناعيون، متوقعا أن تكون الخرج كذلك من إحدى المناطق التي ستشهد مستقبلا سكنيا واعدا، مشيرا إلى أن هناك مشاريع سكنية تستهدف ذوي الدخل المنخفض والمتوسط في الخرج بحجم يصل لـ4 مليارات ريال تواكب الـ3 سنوات القادمة.

وتوقع الدوسري أن تكون منطقة جازان خلال الـ5 سنوات القادمة هي نقطة التحول الحقيقية في الطلب على المساكن، مضيفا "الآن تشهد جازان مشاريع تنموية متعددة، وهي تعتبر منطقة واعدة واعتبرها نقطة التحول خلال الـ5 سنوات القادمة وسيرتفع الطلب على المساكن هناك".