تزخر مناطق بلادنا بقصص نجاح وتميز، وإبداع وعبقرية، نابعة من الإنسان والمكان.. جسد ذلك سيدات ورجال القصيم بتصميم فعاليات افتتاح المبنى الجديد لمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الاجتماعي، تزامنا مع "مهرجان عنيزة الثقافي الرابع".. كم هو مبهج تتويج المناسبة بتكريم شخصيات أدت واجبها تجاه بلادنا بالتركيز على الإنجاز، فحصدت التقدير والامتنان لدورها وتأثيرها، بداية من الرائدات والرواد في مجالات مختلفة، وانتهاء بطلاب وطالبات متميزون مثلوا الوطن في محافل علمية.

الأمر تخطى المحلية، فكرمت الأستاذة الدكتورة نورة الشملان من الرياض، والدكتورة سامية العمودي من جدة، وأخريات من نساء الوطن وفتياته للدور الوطني والاجتماعي والتثقيفي وللسطوع وتمثيل الوطن بما يليق بمكانته، مما شعرت بغاية الامتنان له لأهميته ورسائله البليغة في مجال التحفيز، تكريم ثانوية عنيزة العامة لحصولها على المركز الثاني على مستوى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في مسابقة "فيديو جلوب البيئية" المرموقة. وعلى مستوى تكريم طلاب وطالبات من فئات مختلفة علمية وأدبية، حاصلين على جوائز في مجال الاختراع والابتكار، بعد حصادهم مراكز متقدمة في مشاركات ومسابقات عالمية.. جميع المكرمات والمكرمين حاصلون على جوائز وتجاربهم ملهمة وإنجازهم مشرف.

حضرت حفل افتتاح مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الاجتماعي بدعوة كريمة.. سبقت لي زيارة المركز قبل القفزة التطويرية الملموسة، ولمست الفرق الشاسع والجهود المبذولة حالة فرح كرنفالية غامرة لما تمثله الأمير نورة بنت عبدالرحمن من مكانة في قلوب السعوديين، فهي أخت الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي أولى اهتماماً لآرائها السياسية وإبداء المشورة، واستمد منها الحكمة، وسمي المركز باسمها تخليداً لدورها الفعال في مجال الرعاية الاجتماعية والأسرية والأعمال الإنسانية، وقيامها بدور السيدة الأولى القيادية المجسدة لمسيرة الحفيدات السعوديات المتمثلات بخطاها على طريق الخير والتنمية، والمركز امتداد للفرع النسائي في الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة.

من أبرز النماذج التي تجسد مشروعي الثقافي، الداعي إلى تحمل المسؤولية الوطنية، وجعلها إحدى أهم الأولويات، أن يشارك المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم تطلعات أبناء المجتمع، وخلق حالة ازدهار اجتماعي بحماية الطبقة المتوسطة من التآكل، وهذا الصرح الشامخ "مركز المربي صالح بن صالح الاجتماعي" للشباب والرجال والنساء ومركز الأميرة نورة لخدمة المرأة اجتماعياً وثقافياً ورياضياً، في عنيزة ومنطقة القصيم بجهد أهلي ودعم رجال الأعمال من أرجاء الوطن.. إنسان هذا الوطن كريم ووفيّ بطبعه، وفي هذه الصفة يشبه وطنه الشاسع الممتد.

لا يتسع المقال للحديث عن برامج دعم الأسر المنتجة، وتمويلها من أقدم مصرف سعودي، أو زيارة المعلم التراثي "المسوكف"..