4 ساعات من النقاش وتصفح الوثائق، أفرزت في صدري أكواماً من الأسى.
4 ساعات وذلك العسيري يدلق في وعيي ولا وعيي قصصه مع قضايا الفساد التي أبلغها لـ"نزاهة" عبر 7 ملفات مدعمة بالوثائق.
هذا المواطن العسيري بقلبه الشمالي، يعرف جبال حسمى بتبوك التي يعيش فيها أكثر من معرفته لجبل "قيس" برجال ألمع موطن سلالته.. في وطن أرسى "المؤسس" - رحمه الله - وحدته من القلب إلى القلب. يقول: "أبلغت نزاهة عن سرقة وتلاعب في أراضٍ زراعية بور بالبلاغ رقم 69 في 4/ 1/ 1433، ثم بعثت لهم 7 ملفات تتضمن قضايا فساد وسرقات لمشاريع وممتلكات حكومية، وتلاعبا في وظائف، وقيدت بالبلاغ رقم 8143 في 5/ 8/ 1433 ولا أدري حتى اللحظة ما تم حيال كل تلك القضايا".
هذا العسيري، لا يعلم ما تم حيال بلاغاته؛ إلا أنه عاش إفرازات تحركه، إذ يؤكد بأنه أدخل رأسه في دوامة من المتاعب والمضايقات وتلفيق التهم من جهات متعددة، بما فيها جهة عمله، ليفوز بعد ذلك بحكم من المحكمة الجزائية يقضي بـ"منعه من دخول الدوائر الحكومية"!
من السهل أن نتجاهل كل ما لديه من قصص ووثائق بذات الحجة المكرورة "إشغال الجهات الحكومية".. ولكن من يخوض معركة حقيقية مع الفساد يجب عليه ألاّ يزهد في كل معلومة قد تقوده إلى اكتشاف جريمة.
الحماس الذي يدفع بعض المواطنين للإبلاغ عن قضايا الفساد، هو حماس وطني مدعوم بإعلان خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الحرب على الفساد.. ويجب أن يشعروا بأنهم في مأمن من سطوة الفاسدين، وأن تحركهم الوطني يجد التقدير، والاهتمام المفترض.
أخيراً.. أتمنى من هيئة مكافحة الفساد، والمباحث الإدارية والعامة، أن تشكل لجنة موثوقة، للجلوس مع هذا الرجل، واستعراض معلوماته ووثائقه.. فإن كان لديه ما يستحق فبها ونعم، وإلا فله أجر الاجتهاد.