نبيل حاتم زارع


قبل عدة أيام مضت اختتمت فعاليات ملتقى شباب مكة بحضور القائد الإداري لمنطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وتعمدتُ ذكر القائد الإداري؛ لأنه استطاع بالفعل تحريك المنطقة وتحويلها إلى ورش عمل دائمة لا تهدأ عوضا على المشاريع المستقبلية، التي تأخذ طريقها للتنفيذ، ويكفي أنه من فسر بأن هناك فرقا بين المشاريع المتعثرة والمشاريع المتأخرة.

وحقيقة لا أهدف من المقالة أن أشيد بروعة التنظيم والدقة في الإخراج لحفل ملتقى شباب مكة، الذي تجاوز مرحلة الإبداع، حيث لمسات التنظيم بشكل مبهر جدا تشعر بها بمجرد دخول البوابة الخارجية واستقبال المنظمين، إضافة إلى آلية التكريم التي كانت أكثر من رائعة عوضا على جمال أخلاقيات الشباب القائمين على التنظيم وأسلوبهم الرائع في تقديم الخدمة لجميع الضيوف.

وفكرة انطلاق الشعلة من محافظة إلى أخرى، والتي ستكون في المرة القادمة بمحافظة الطائف، هي في حد ذاتها تعطي انطباعا لدى أهالي وسكان المحافظة أيا كانت بالمنطقة، أن عليهم مسؤولية وطنية مشتركة تجاه الوطن بشكل كامل ولمنطقتهم بشكل خاص بالمحافظة على النظام والتقيد به، والمحافظة على مرافق الخدمات العامة، والمحافظة على نظافة المواقع، وأعتقد من خلال العرض المصور الذي قدم في الحفل كان له رسالة ذات قيمة جيدة يشعر الأجيال الجديدة بأن المسؤولية مشتركة، وألا تتحملها جهة واحدة بمفردها، وفكرة تعزيز هذه الثقافة في المنطقة أعتقد يمنحها جائزة الريادة في التوعية والتثقيف، خاصة وأنهم استهدفوا أهم شريحة وهي الشباب، الذين سيتحملون مستقبلا نهضة البلاد ونموها بل ونجاحها ووصولها للعالمية ووضع بصمتها بين دول العالم المتقدم.

لذا أقترح على مقام الإمارة الكريم، وهو اقتراح مبسط أرجو أن ينال استحسان القائمين على هذا المشروع الرائد، بأن يتاح للجميع الحصول على نموذج مصغر للشعلة ويوزع على جميع طلبة المدارس بفئاته العمرية ومراحله، وأن يباع في بأسواق المطارات تحديدا كما تفعل بعض الدول بأنها تبيع بعض النماذج، التي يعتبرونها من العلامات المضيئة في دولهم أو مدينتهم، وبالتالي نستطيع أن نرسخ للأجيال القادمة بأن هذه الشعلة هي شعلة التطور والنجاح، وأيضا شعلة التميز الذي يميز منطقتنا، التي هي جزء من وطننا الغالي.