بدأت أشك بأن الهواء الذي نتنفسه به شيء... فمن #تحرش_شباب_بفتيات_بالشرقية ‏#ضرب_عامل_محطة_البنزين #سعودي_يضرب_عامل_غازل_زوجته #فتيات_يضربون_شاب_تحرش_بهن_في_جدة

‏#اختطاف_مراهق_وتصويره_بأوضاع_مخلة

وآخرها:

‏#تحرش_شباب_بطالبات_متوسطة 85

هل يعقل أنه في أسبوع واحد تحدث جميع هذه الحالات! أعلم أن هناك من يقول إن هذه أمور عادية وتحدث في كل مكان في العالم، ووجود التكنولوجيا فقط أظهرها على السطح فرأيتها بهذه البشاعة، ولو لم تكن هناك هواتف ذكية ومواقع تواصل اجتماعي لما شعرنا بهذه التصرفات، فالموضوع يحدث في جميع أصقاع المعمورة.. أتفق مع كل ما سبق، لكن هل ما حدث كان حادثة؟ أقصد هل كان سلوكا فرديا؟

هذا ما لا أتوقعه من خلال ردة فعل السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المجتمع في قضية التحرش مثلاً إلى قسمين: قسم يعارض هذه الجريمة بكل وضوح، ويطالب بوضع قوانين صارمة ضد المتحرشين، وقسم يلقي باللوم على الفتيات وأنهن السبب، ولو كن محتشمات لما تعرضن لمثل هذا الموقف و... و... و...، ولا ننسى هنا من شجع وأطلق حملة بالتعدي والتحرش بالنساء المتضامنات أو المشاركات في حملة قيادة المرأة للسيارة، وتأييد مجموعة كبيرة لمثل هذه التصرفات، هل هذا طبيعي؟ هل هذا طبيعي في مجتمع يدرس مواد إسلامية متخصصة مثل الفقه والتوحيد والتفسير والحديث 12 عاما! هل هذه الأحداث طبيعية في مجتمع إسلامي حريص على تطبيق الشريعة الإسلامية؟

لا أعتقد! وإلا لم نكن لنرى مثل هذه البشاعات، إذن ما هي المشكلة؟ أين الخلل؟ يقول عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"، أي إن حسن الخلق هو الدين كله، حيث تظهر مكانة الأخلاق في الإسلام من بداية قوله عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". بهذا يكون عليه السلام أخبر أن من مقاصد بعثته إتمام محاسن الأخلاق، وعظمت منزلته لقول رسول صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القارئ"..

سأكررها مرة أخرى كي تستوعب عزيزي القارئ عظمة الأخلاق: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القارئ".. ليس تقليلاً من شأن العبادات، بل تعظيم لمكانة الأخلاق في الإسلام، ويؤكد هذا جعفر بن أبي طالب يوم سأله النجاشي ملك الحبشة عن حقيقة الإسلام فقال: "أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف".. هذه هي الجاهلية الجهلاء، التي ذكرها الله عز وجل: ?ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى? الأحزاب 33. فكأنه سبحانه يشير في هذه الآية إلى وجود جاهلية ثانية، وهي التي نعيشها اليوم.

وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي عن الإسلام أيضاً: "إن الله بعث إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء"، وكان يقول عليه السلام: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا... الحديث"، وقال أيضاً: "أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن".

أين نحن ومدارسنا وجامعاتنا والجلسات الشبابية "الدعوية" وخطب الجمعة والأسرة والمنزل من هذا؟ أين أنتم؟! أين نحن؟!