أعلنت الأمم المتحدة في تقرير أمس أن أكثر من 93 ألف شخص بينهم 6500 طفل على الأقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سورية، مشيرة إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر. وقالت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي "أدعو الطرفين إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون". وتابعت أن "المجازر مستمرة على مستويات كبيرة ويسجل أكثر من خمسة آلاف وفاة كل شهر منذ يوليو و27 ألفا آخرين منذ الأول من ديسمبر"، مؤكدة أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أكبر من ذلك بكثير. ومعظم القتلى الذين وثقتهم الأمم المتحدة من الرجال لكن الخبراء لم يتمكنوا من الفصل بين المقاتلين والمدنيين. وأعمار الضحايا غير معروفة في ثلاثة أرباع الحالات. لكن الأمم المتحدة تمكنت من توثيق 6561 قاصرا على الأقل بينهم 1729 طفلا تقل أعمارهم عن العشر سنوات.

وتابعت بيلاي بأسف أن "هناك حالات موثقة لأطفال تم تعذيبهم وإعدامهم وكذلك لعائلات بأكملها بما في ذلك أطفال رضع، قتلت. وهذه الحالات والحصيلة المرتفعة جدا للوفيات تشكل تذكيرا رهيبا للمنحى السيئ الذي اتخذه النزاع". وهذه الدراسة الأخيرة هي تحديث لتقرير سابق سمح بإحصاء حوالي 60 ألف قتيل بشكل موثق حتى 30 نوفمبر 2012.

إلى ذلك قالت بيلاي إنها تخشى أن يتكرر ما حدث في بلدة القصير من إراقة للدماء في مدينة حلب مما يقوض جهود تحقيق السلام. وأضافت "أخشى أن يحدث ما حدث في القصير في حلب. كل التقارير التي أتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة". وتابعت "هذا ليس سيناريو أو مسرحا مناسبا للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع أناس عازمين على الخروج كمنتصرين من صراع سمته العنف؟".

وعلى وقع الاعتداءات السورية على بلدة عرسال أول من أمس وحصول اشتباكات وعمليات قصف، يتخوف الأهالي من أن يكون مشروع حزب الله والنظام السوري إسقاط البلدة بعد سقوط القصير. ومن جهته تابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي تفاصيل الوقائع الميدانية المتعلقة بالاعتداءات التي طالت مناطق البقاع ولا سيما منها القريبة من الحدود مع سورية. وأكد على "التعليمات المتعلقة برصد مصادر النيران والرد عليها". ورأت مصادر في 14 آذار لـ"الوطن" أنه بات من الضروري للجم الاعتداءات السورية أن يلجأ لبنان إلى الجامعة العربية ومجلس الأمن لتخفيف الضغط الذي يتعرض له البلد، وحتى لا نسمح لقوات الأسد باستمرار هجومها على لبنان مجددا ولوضع حد لحزب الله في تدخله في القتال بسورية".

وفي سياق متصل أفاد ناشطون عن مقتل 17 من حزب الله بعملية نوعية للجيش الحر في منطقة السيدي مقداد بدمشق. وفي حلب اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وعناصر الحزب بعد منتصف ليل أول من أمس، في جبل شويحنة بمنطقة الراشدين، في وقت أعلن فيه مقاتلو الحر في حمص عن مقتل 32 عنصرا من عناصر النظام وحزب الله على جبهات القتال خلال الساعات الـ24 الماضية.