يعتب عليّ الزميل الأثير، الكاتب (هنا) سعود البلوي، ذات عتب الصديق (الحائلي) الأستاذ صالح بن إبراهيم الرشيد، من أن مقالي الأسبوع الماضي عن العزيزة (حائل) قد أعطى صورة وردية زائفة عن هذه المدينة، وبالخصوص في المسار التنموي، وحاجة المدينة للخدمات المختلفة.
وبكل تأكيد، فقد أكون أنا (لغة وفكرة) جزءا من هذا الالتباس في الفهم، وهنا، سأعترف بلا مواربة، وبكل الشجاعة، أن مجرد ست ساعات من التجول في شوارع أي مدينة لن تعطي أي كاتب، ولو مجرد الانطباع الابتدائي عن قصة مدينة. وهنا أشكر إخواني جميعا من أهل حائل وهم يحولون مقالي السابق إلى (هاشتاق) تويتري، ثم يعترضون بكل الذوق واللغة الأنيقة على الصورة الانتقائية التي رأوها في المقال. ولهم أقول:
لا تعتقدوا أن مقالا شاردا ووحيدا سيحرم المدينة من حاجاتها الأساسية من الخدمات التنموية، اطمئنوا تماما لأن تجربتي مع الكتابة تبرهن أن المسؤول التنفيذي نادرا ما يقرأ، وإن قرأ وضع المقال في الدرج.
وحين يحدثني الصديق الغالي صالح الرشيد عن المسؤول الذي أحضروه لإدارة قطاع جوهري في مدينة حائل بعد فشله الواضح في تجربتين سابقتين سأقول له: معك كامل الحق، لأنني بشكل شخصي أعرف دواخل السيرة الذاتية. حين يتحدث (الحائلي) عن الجامعة النائمة بعد رحيل الاسم الضخم الدكتور (أحمد السيف) سـأقول له: فهمت الرسالة.
والخلاصة، وبكل قبول، سأقول إنني قد استوعبت أن قصة حائل مع سائر الخدمات لا تختلف عن قصة بقية مدننا وحاراتها مع احتفاظي بالحق الكامل لحقوق (مقاطعة المنسك الشعبية) التي كانت عنوانا لمقالي السابق، لأن هذه المقاطعة خارج حسابات خرائط (الجوجل البلدي)، وبكل شجاعة سأقول لكم إنني حين أخرج منها أدخل إلى ما أعرفه عن المملكة العربية السعودية، ولكي أزيد أهل حائل الغالية اطمئنانا أن المسؤول لا يقرأ، وأن مقالا وحيدا لن يظلم، أو يرفع الظلم، سأقول لهم إنني من قبل قد كتبت عشر مقالات عن ثلث مدينتي المهمل الغائب المهجور المظلم، ولكن المسؤول لا يقرأ.