صارعت أمس دموعي.. أحبسها كي لا تسقط، وأنا أطالع صورة مؤلمة للغاية نشرتها صحيفة عكاظ لطفلة لم تتجاوز ثلاث سنوات، ترقد في غيبوبة على السرير، في أحد مستشفيات جدة؛ بعد تعرضها للاغتصاب الوحشي على يد مجموعة من الأشخاص..

تم تمزيق ملابس الطفلة.. ثم تم اغتصابها.. وهي العصفورة البريئة التي لم تتجاوز ثلاث سنوات.. حسبنا الله.. بعد أن انتهوا من جريمتهم البشعة التي تقشعر منها النفس البشرية، قاموا برميها أمام بوابة أحد المستشفيات.. لاذوا بالفرار وتركوها خلفهم تصرخ من نزيف حاد.. لكن شرطة جدة - بجهد احترافي - تمكنت من الإطاحة بهؤلاء البهائم.. هل قلت بهائم؟ - "بل هُم أضَلُّ سَبِيلًا"..

الصورة المحزنة ـ وأرجو أن تشاهدوهاـ تغني عن ألف مقال.. توضح الطفلة الصغيرة في غيبوبة تامة جراء الاعتداء الجسدي والجنسي، وجوارها مجموعة من الألعاب، وفرتها إدارة المستشفى.. حينما تشاهدون الصورة تذكروا أطفالكم، ربما تشعرون بفداحة هذه الجريمة النوعية الشاذة.

الجرائم ليست سواسية.. من هنا، فإنني على قناعة تامة بأن لهذه الجرائم البشعة مؤشرات خطرة، وانعكاسات سلبية.. ولذلك أرفع رجائي لكل مسؤول له صلة بهذه القضية، أن يتابع قضية هذه الطفلة البريئة، ويدفع بها لتجاوز مواعيد التحقيق واللجان والأحكام الطويلة.. ومن تثبت عليه التهمة من هؤلاء المجرمين يتم التنكيل به؛ عقوبةً له وردعاً لأمثاله..

جريمة مثل هذه بحاجة لعقاب عاجل موازٍ لها.. ورد في الأثر "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".