"نحن نمضي بسرعة هائلة والمجتمع أصبح يرغب بمشاهدة ما يرغبه، ومعظم المنصات الحالية تحاول أن تركز على المستخدم من دون أي اختيار، وحتى تنجح صناعة المحتوى الإعلامي الجديد بشكل أكبر نحتاج أن نتعرف على رغبات الجمهور.. كما أن هناك تغيرا ضخما أحدثه الإعلام الجديد حتى على مستوى الحياة الشخصية!".. هكذا قال الدكتور عمار بكار، عندما كان يتحدث عن "مستقبل الإعلام الجديد"، في ملتقى الإعلام المرئي الجديد "شوف".

فضلت أن أبدأ مقالتي بهذا الاقتباس، لأختصر مسافة الحديث عن أهمية قياس احتياج المتلقي، والرهان المستمر على جودة المحتوى، عبر المنصات الأقرب لمجتمع تشكل فيه فئة الشباب نحو 70% من نسبة المواطنين، يتحدث بلغة التقنية، ويتواصل بطريقة الـ"منشن"، ويعلن رغباته على جدران الـ"رتويت" والـ"شير".

المحك الربحي (غالبا) ما يكون هو القياس في أي صناعة جديدة؛ فتجاريا، أصبحت الشركات قادرة على قياس عادات مستخدمي الشبكات الاجتماعية، والمواقع الإلكترونية ورصدها، ومعرفة أبسط التفاصيل عن كثير من الشرائح.. كمواعيد النوم والاستيقاظ، والكتابة، وأهم الأماكن المحببة، ومعرفة الأصدقاء الذين يحيطون بالعملاء، وربط كل هذا بالتوقيت والبلد.. وأشياء أكثر عمقاً ودقة وتفصيلا، تقدم بحسب الاحتياج.. وكل هذا يصب في حوض الإغراء للمنشآت الربحية، ويضعها في وجه مدفع التحدي للتخلي عن سياساتها التقليدية في التسويق كمثال، وتغيير منابرها المعتادة لاستهداف العملاء..

عودة للملتقى، والذي أقامه وأشرف عليه ما يقارب 94% من الشباب.. فإن مثل هذه التجمعات التي ترسم رغبات الغد، وسياسة الاحتياج، هي المعايير الدقيقة للحاجات المستقبلية، لشباب لم يعد يرضى بالوصاية الفكرية، والاحتكار المعرفي، وراح يصنع منصاته ونجاحاته بأسلوبه.. لذا، أتمنى ألا تكون مثل هذه الملتقيات بمثابة سحابة صيف، تطل مرة ثم تغيب، وهذا ما يجب أن تتيقنه الجهة المبادرة، مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية "مسك".. وإلا أصبح الحال "كأنك يا أبو زيد.. ما غزيت"! والسلام.