شاركت المملكة في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي لدعم القدس الشريف بوفد رسمي يرأسه وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، وبدأت فعالياته أمس في باكو عاصمة أذربيجان.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني في كلمة ألقاها في المؤتمر الذي يأتي تنفيذا لقرار القمة الإسلامية التي عقدت في القاهرة في فبراير 2013، أن وضع مدينة القدس، ومستقبلها، كان، وسيظل، على رأس أولويات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مبينا أن دول المجلس حرصت دائما على القيام بواجباتها ومسؤولياتها السياسية والدينية تجاه المدينة المقدسة في مواجهة ما تتعرض له من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءاته وانتهاكاته التي تتعارض مع القوانين الدولية كافة.

وقال الدكتور الزياني: "إن دول مجلس التعاون بذلت جهودا حثيثة من أجل نصرة القدس الشريف، والحفاظ على هويتها الدينية، ومستقبلها السياسي كعاصمة للدولة الفلسطينية".

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون تولي اهتماما خاصا لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي الفلسطينية، فإضافة إلى الدعم الذي تقدمه دول المجلس للسلطة الوطنية والمنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية، قدمت دول المجلس النصيب الأكبر من تمويل "صندوق الأقصى" الذي تم تأسيسه لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وتمويل مشاريع إنمائية في جميع الأراضي الفلسطينية لتنمية الاقتصاد الفلسطيني، كما قدمت القسط الأكبر من تمويل "صندوق القدس" الذي يهدف إلى مساعدة أسر شهداء وجرحى الانتفاضة، وتسهيل سبل العيش أمامهم وتقديم الرعاية لهم.

وأوضح بأنه في عام 2009، عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة، أسست دول المجلس "برنامج مجلس التعاون لإعادة إعمار غزة" بتمويل إجمالي بلغ 1.646 مليون دولار تم تخصيصها لمشاريع التنمية وإعادة الإعمار، إذ يتم حاليا تمويل مشاريع في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والزراعة والمياه والبلديات والصناعة والكهرباء، إضافة إلى التنمية البشرية والاجتماعية.

وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون أن الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة القدس وتنميتها، التي اعتمدتها قمة الدول الإسلامية بالقاهرة في شهر فبراير 2013، تهدف إلى تمكين هذه المدينة الشريفة وأهلها من الصمود أمام هجمة الاحتلال الشرسة، ومحاولاته الدائمة لتغيير هويتها ومعالمها الفلسطينية والعربية والإسلامية وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها.

وقال: "إن اعتماد هذه الخطة الاستراتيجية، يؤكد اهتمام قادة الدول الإسلامية بالقدس الشريف، وحرصهم المتواصل على بذل جميع الجهود من أجل الحفاظ على هذه المدينة المقدسة وهويتها الأصيلة رمزا دينيا وحضاريا يجسد أجمل معاني التسامح والتعدد والتنوع الديني والعرقي".