بكل بساطة، يقدم عضو الشورى خالد العقيل، توصية تنبع من إحساسه بالمواطن المتقاعد وأسرته ممن تقل رواتبهم عن 3 آلاف ريال بزيادتها، فيأتي رئيس الموارد البشرية في مجلس الشورى الدكتور محمد آل ناجي، ليصف التوصية بـ"العاطفية"، وأن الزيادة تكلفة مالية عالية تؤدي إلى زيادة العجز! مع العلم أن خزانة الدولة تنعم بآلاف المليارات ـ ولله الحمد ـ ثم وبكل بساطة يُصوت الأعضاء الموقرون بإسقاط التوصية، فهم "يا عيني" قلبهم على الميزانية!

حسنا، ومن المنطق "العقلاني" وليس "العاطفي"، إنه عندما تُسقط توصية مستحقة للمواطنين في مجلس الشورى - كونهم من "كوكب المشتري" كما أردد دائما في مقالاتي عنهم، بينما المواطن من كوكب الأرض - فإنني أطالب الدولة الموقرة بتخفيض رواتب وامتيازات أعضاء مجلس الشورى المادية الضخمة؛ لأنها إهدار للمال العام ويترتب عليها كُلفة عالية على ميزانية الدولة حين تتوفر لـ150 عضوا، وأظن رئيس الموارد البشرية في "الشورى" يتفق معي ما دام حريصا على الميزانية، خاصة أن ما يتقاضونه لا يتناسب مع الجهد المبذول في المجلس من قبلهم!

تعلمون جيدا؛ كما جاء من قبل عن رئيس تحرير جريدة الحياة السعودية الأستاذ جميل الذيابي، في مقال سابق نشره في "الوطن"، كم تبلغ رواتب عضو الشورى وامتيازاته المادية، ولا مانع من إعادة التذكير، فـ"في الإعادة إفادة"! إذ تبلغ رواتبهم 26 ألف ريال شهريا، و100 ألف بدل سكن سنويا، و300 ألفا عند التعيين، هذا غير المكافآت والبدلات وتذاكر الدرجة الأولى والعلاج المجاني في المستشفيات التي يبحث عنها المواطن بـ"المعاريض"، كل هذا يجعلهم في رغد العيش؛ ولأنهم جاؤوا بقرارات تعيين، فمن صالحهم أن يكونوا مع بعض القرارات ضد المواطن، فقد يُجدد لهم في الدورة القادمة كما يظنون، ويعتقد المواطن، ولا أعمم، فهناك قلة قليلة تُعد على أصابع اليد ممن يمثلون احتياجات المواطن والمواطنة وصوتهما، مقابل كثرة لا نعرفهم ولم نقرأ لهم من قبل ولا نجد لهم صوتا قبل التعيين ولا بعده!

وأقول من الواجب تخفيض امتيازاتهم المادية، فليس من المعقول أن يُعطوا إياها على عمل نصفه يقضونه في النوم والتسرب من المجلس والتغيب عن التصويت، هذا ما أخبرني به عضو مجلس شورى سابق بكل صراحة، ولماذا نذهب بعيدا! لدينا "تويتر" الموقر شاهد على بعضهم، ولا أعمم، فهناك قلة أتابعهم يوجدون في "تويتر" يقتربون من الناس وحاجاتهم، لكن في المقابل هناك من كنتُ أتابعه ووجدته يقضي جلّ وقته في مواقع التواصل الاجتماعية ويسعى إلى الإعلام حثيثا، وترى حرصه الشديد على زيادة متابعيه، يغرد ليخدم نجوميته، متسلقا أفكار الآخرين دون ذكر جهودهم الفكرية السابقة في "أنا متضخمة" لا تخفي حرصه للوصول إلى منصب وزاري، وأتساءل متى يهتم هذا وزملاؤه بقراءة دراسات المجلس ليصوتوا عليها!؟ ومتى يقدموا دراسات لرفعها للمجلس والتصويت وهم منشغلون بالتغريد صباح مساء؟! أقول كل ذلك كمواطنة لا تجيد النفاق وبعيدا عن العاطفية التي أسقطوا بها توصية مستحقة للمتقاعدين وأسرهم!