ربما لم تكن الرسالة المباشرة التي وجهها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى، للرئيس الأمريكي باراك أوباما، من الدوحة تحمل مضامين سياسية بحتة، بقدر ما تحمل أبعادا "جيو حضارية وثقافية"، من الطراز الأول، للاضطلاع بدور فعّال لتحقيق دعوته في تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.
جاءت كلمة أوغلي خلال جلسات المنتدى العالمي العاشر للعلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في التاسع من يونيو الجاري، تحت شعار "عقد من الحوار"، وقال فيها : "إن التاريخ الحديث يذكرنا بأن السماح للمشكلات بالبقاء دون حل لا يساعد في المحافظة على السلم والأمن في العالم، وتعد فلسطين مثالا جيدا لذلك".
واستجلب أوغلي الأحداث – كأسلوب تذكير - كلمتين للرئيس أوباما، الأولى ألقاها في يونيو 2009، والثانية في 2010، ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذاكرا أن أوباما رفع سقف التوقعات في العالم الإسلامي برمته في إقامة دولة فلسطين التي طال انتظارها. وأكد أوغلى أن اعتراف الجمعية العامة مؤخرا بفلسطين دولة مراقبة غير عضو يشكل فرصة حاسمة جاءت في وقتها لإضفاء زخم جديد لعملية السلام التي وصلت إلى طريق مسدود.
إلا أن الأمين العام ذكر أن منظمة التعاون الإسلامي، وهي ثاني أكبر منظمة حكومية في العالم، ملتزمة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتعزيز السلم والاستقرار والوئام والأمن والتنمية على الصعيد العالمي. ونجحت المنظمة في 2008 بتعيين أول مبعوث خاص للولايات المتحدة إلى "التعاون الإسلامي".
وأشار إحسان أوغلي إلى أن أهم مثال للتعاون بين الطرفين هو اعتماد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 16/18 بتوافق الآراء بشأن مكافحة التعصب الديني. يشار إلى أن الأمين العام دشن مع الوزيرة هيلاري كلينتون عملية اسطنبول لتنفيذ هذا القرار بتوافق الآراء في يوليو 2011.