قلت أكثر من مرة إن بعض المؤتمرات أو الاجتماعات أو الندوات تشعرك بأنك في مهرجان زهور، أو في مزرعة ورد.. أو افتتاح محل للورود والهدايا.. تجد الورود تحيط بالمنصة من كل جانب.. أتذكر أنني حضرت ندوة مهمة، ولكثرة الورود التي وضعوها على المنصة بدأ الحفل وانتهى ولم أتمكن من رؤية وجه الضيف! وقبل أسبوعين أشرت هنا إلى صورة اجتماع للجنة هامشية.. توضح كمية كبيرة من الورود والعصيرات والمناديل تملأ طاولة الاجتماع، وطالبت بأن يتم الإشفاق بإنتاج البلد من الورود!

ويوم أمس القريب طالعت في إحدى الصحف صورة لاجتماع وزير التجارة والصناعة مع شركة “سامسونج” الكورية.. الاجتماع عقد في العاصمة الكورية سيول.. وهو - للأمانة - اجتماع مهم يتعلق بحماية حقوق المستهلكين في السعودية فيما يتعلق بخدمات ما بعد البيع التي تقدمها الشركات العالمية العاملة في السوق السعودية.. قرأت التغطية كاملة، ثم استعرضت الصورة.. طاولة اجتماعات خشبية أنيقة.. ستة مقاعد في الجانبين.. لا يوجد أشخاص يقفون في الخلف.. خالية من أي ورود أو عصيرات أو مشروبات أخرى أو مناديل.. فقط كل شخص أمامه كوب من الشاي.. لا شيء آخر.. طاولة توحي لك بأنك في بيئة عملية جادة لا وقت لديها لتضيعه.. من المؤكد أن الشركات الكورية ستعقد اجتماعاً آخر مع الوزير في الرياض.. الفرق أن طاولة الاجتماع ستمتلئ هذه المرة بالورود من كل شكل ولون، والعصيرات والشاي والقهوة والتمر، والفطائر اللذيذة.. لكنني لا أستطيع الجزم حتى اللحظة هل ستحتوي طاولة الاجتماعات على أطباق الفول والحمص أم لا؟!