فيما انشغل منظمو سباق ماراثون (مسافة 400 متر) للكبار الذي انطلق عصر أمس في غابة سقام بمنطقة نجران بحصر الأسماء ورصد أعمار المشاركين والتأكد من خلوهم من الأمراض المزمنة خصوصا الضغط والسكر، اتخذ المتنافسون على جوائز السباق، ظلال الأشجار مجلسا لهم ينسجون الحكايات الجميلة عن أيامهم الماضية ومقارنتهم بين قوتهم الآن وقوة الشباب التي كانوا يتمتعون بها.
كما تبادل الجميع الحديث المرح الذي لم يخل من الطرافة أحيانا وشجون حياتية أحيانا أخرى، وسيطرت المشاهد و"السواليف" الضاحكة قبيل انطلاقة البداية، مروحين عن أنفسهم ومستمتعين بهذا اللقاء. وكان المشاركون في السباق قد توافدوا مبكرا إلى المكان المخصص لهم وخضعوا إلى فحص طبي من قبل الراعي الصحي للمهرجان كلية الغد الأهلية، واستكملوا الإجراءات الأخرى، وحتى لحظة إشارة البدء في السباق كانت هناك أحاديث عن مقدرة كبار السن قطع مسافة السباق وخصوصا أنها اختلفت مسافتها عن سابقتها العام الماضي، يقول المتسابق سعد القشانين الذي حصل على المركز الأول السنة الماضية، سأتمكن من قطع السباق وأطمح أن أحقق المركز الأول، وما زلت بصحة وعافية وقوة تمكنني من الجري وتحقيق نتيجة طيبة.
فيما أضاف حسن مقبول "حضرت للمشاركة وتغيير الأجواء ولكني لا أصنف نفسي كبيرا في السن فما زلت أحمل قلب شاب وهذا ما يحمسني بالفوز، وردا على كلام المتسابق مقبول يقول مسفر فنيس "أظن أنك لم تر نفسك قبل الحضور فقد ملأ الشيب وجهك ورأسك وأعتقد أنك أكبر المتواجدين وسنخلفك وراءنا في المراكز الأخيرة". واستمرت أحاديث التثبيط تلك حتى بعد انطلاقهم وخلال قطع المسافة رغم صيحات الجمهور ونداءات الأبناء والأحفاد بشحذ الهمة لذويهم وعدم الانشغال عن السباق. وأكد المسؤول عن تنظيم هذه المسابقة سلطان دغمان، أن مسابقة كبار السن تأتي انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي تلقاه هذه الفئة من أمانة المنطقة، والحرص على إشراك كافة شرائح المجتمع في مهرجان الصيف وهي خطوة جميلة بحق هذه الفئة الغالية. إلى ذلك، انطلق سباق ذوي الاحتياجات الخاصة في الوقت الذي سبق ماراثون كبار السن، وشارك فيه منتسبون لجمعية شمعة أمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وشهد تنافسا كبيرا بين المتسابقين تغلبوا على ظروف الإعاقة وأثبتوا أنهم قادرون على التحدي وتحقيق نجاحات في حياتهم. وبجانب ألعاب الزحلقة والسيارات المتحركة، التقت "الوطن" بالزائر يحيى آل همام الذي أبدى انطباعا جيدا حول الفقرات التي تقدم في العروض وخصوصا تلك التي تعنى بالطفل، وقال: رغم أني من سكان المنطقة إلا أن هذه المرة الأولى الذي احضر أبنائي للمهرجان، ووجدت حقيقة أشياء مسلية استمتع بها أولادي وأتمنى أن تكون مهرجانات نجران أفضل في السنوات المقبلة.