الذي يجري في الوسط الرياضي أمر يتجاوز المعقول والمقبول.. كنت أظن أن تقدم الإنسان في السن يمنحه مزيداً من الحكمة والبصيرة، ويجعله قادراً على استدراك ما فاته من أخطاء.. لكن الواقع يثبت أن الأمور تسير نحو الخلف.
أنا لأول مرة أشاهد أناسا يضربون صميم العلاقات الإنسانية في المجتمع ويثيرون العنصرية والبغضاء بين الناس ويتم السكوت عنهم!
تعالوا نتخيل معاً: ماذا لو أن كاتباً اجتماعياً استغل زاويته أو شهرته للنيل من إحدى المناطق أو من سكانها، هل سيتم السكوت عنه؟ هل ستسمح له صحيفته بممارسة هذا السلوك العنصري القبيح؟ ماذا لو أن كاتباً آخر استغل مكانه ومكانته في النيل من إحدى القبائل، هل ستمر المسألة بسلام؟
الذي يحدث في الوسط الرياضي شيء مماثل لذلك.. شتائم وبذاءات يعف اللسان عن ذكرها، والمضحك المبكي أن من يمارسها تجاوزت أعمارهم الخمسين والستين..
والله العظيم إنني توقفت قبل ليلتين أمام عبارة كتبها - رئيس قسم رياضي كبير في السن - يستفز فيها جمهور الفريق المنافس، قرأتها أكثر من مرة وتساءلت: كيف لرجل عمره ستون سنة يمارس سلوكيات المراهقين دون حياء أو رادع أخلاقي؟!
حذرنا كثيراً من التعصب الرياضي، ولم يستمع لنا أحد، المسألة انحدرت اليوم نحو العنصرية، وستنحدر أكثر وأكثر، وستصل إلى طريق اللاعودة.
الكرة في ملعب وزير الثقافة والإعلام، وفي ملعب الرئيس العام لرعاية الشباب، الذي يحدث في الوسط الرياضي أمر لا يمكن تجاهله، الإعلام الرياضي مريض وبحاجة إلى تدخل جراحي عاجل، يفترض وضع لائحة محاسبة واضحة يقع تحت طائلتها كل من يثير العنصرية والفتنة تصريحاً أو تلميحاً، السكوت عن هؤلاء سيزيد الطين بلة، وسيحوّل مدرجاتنا في يوم من الأيام - أراه قريباً - إلى حالة من الفوضى، لا أود أن أقول الشغب الجماهيري، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.