يضطر أهالي محافظة العويقيلة بمنطقة الحدود الشمالية إلى قطع 300 كلم ذهاباً وإياباً من أجل الحصول على سرير في أحد مستشفيات المنطقة، نظراً إلى قلة السعة السريرية بمستشفى العويقيلة أو لعدم وجود عيادة متخصصة بالمستشفى، إذ إن أغلب التخصصات الطبية غير متوفرة.. هذا الأمر شكل معاناة بالنسبة لسكان المحافظة منذ أكثر من 15 عاماً، إذ طالبوا منذ ذلك الوقت بإنشاء مستشفى رديف للمستشفى الوحيد بالمحافظة، والذي لا يتسع إلا لـ50 سريرا فقط، بالإضافة إلى صغر مساحة المبنى وقدمه.

"الوطن" بدورها انتقلت لمحافظة العويقيلة التي تقع في منتصف الطريق الرابط بين عرعر ورفحاء وتبعد عن كلتيهما 150 كلم ويتبعها أكثر من 8 مراكز وقرى، ورصدت معاناة أهالي المحافظة مع مستشفى العويقيلة، والتقت بعدد من أهالي المحافظة الذين وصفوا معاناتهم لـ"الوطن" بالمأساوية، مشيرين إلى أنهم يضطرون إلى قطع مسافات كبيرة من أجل الحصول على خدمة صحية، نظراً لعدم توفر أغلب العيادات الطبية في المستشفى، مبينين أن المستشفى مجرد مبنى فقط لا يوجد فيه إلا القليل من التخصصات الطبية، ولا يتوفر فيه إخصائيون لعيادات العيون والجلدية والصدرية والقلب... ويتعالجون عند أطباء بتخصص عام.

وطبقا لشكوى السكان، فإنه يضاف إلى ذلك عدم وجود قسم للعلاج الطبيعي، كما أن قسـم الولادة في مستشفى العويقيلة عبارة عن غرفة واحدة ولا يوجد فيها سوى سريرين فقط، وموقعها لا يحافظ على خصوصية المريضة ولا على سلامتها، فهي مختلطة مع قسم العمليات وقريبة جداً من الممر، حيث لا يفصل غرفة الولادة عن الممر سوى باب واحد، فضلاً أن المستشـفى بحاجة لافتتاح قسم مستقل وكامل للولادة وللإسعاف والطوارئ، إذ إنه لا يوجد في قسم الإسعاف والطوارئ سوى ثلاثة أسرة فقط للحالات الطارئة والضرورية.

واستغرب من استطلعت "الوطن" آراءهم من عدم رفع سعة المستشفى السريرية إلى 100 سرير، وتوفير كادر طبي وفني للمستشفى يغطي أغلب التخصصات الطبية بالمستشفى على الرغم من وقوع المحافظة على الطريق الدولي ويسكنها أكثر من 25 ألف نسمة، ويتبع لها أكثر من ثمانية مراكز وقرى على امتداد 130 كلم.

إلي ذلك نقلت "الوطن" تساؤلات أهالي محافظة العويقيلة والقرى التابعة لها إلى مدير القطاع الصحي بالعويقيلة، المشرف على المستشفى عطا الله غريب الدوخي الذي أكد في حديثه أن مستشفى المحافظة فعلاً بحاجة للتطوير، وأنه تم الرفع بخطة تطويرية للمجلس التنفيذي بصحة الحدود الشمالية وأقر الخطة التطويرية، كما أقر إنشاء برج طبي سعة 100 سرير بدعم من مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة، الدكتور محمد بن علي الهبدان، الذي كان مشرفاً على كل خطوة في خطة التطوير، كما تم أيضاً رفع توصية من أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، ومن مجلس المنطقة بهذا الشأن، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية هذه الخطوة لما لها من تخفيف لمعاناة الكثير من أهالي المحافظة. وأضاف الدوخي: بحكم رئاستي للجنة أصدقاء المرضى أجد معاناة المواطنين شبه اليومية، التي تتلخص في عدم قدرتهم على وجود وسيلة نقل تساعدهم على مراجعة مستشفى عرعر المركزي، وتحمل مصاريف السفر لتلك المراجعات، فأغلب الأهالي هم من ذوي الدخل المحدود. وفيما يتعلق بنطاق خدمة المستشفى أشار الدوخي إلى أن مستشفى العويقيلة يخدم رقعة كبيرة من منطقة الحدود الشمالية، تزيد مساحتها عن 17 ألف كيلومتر مربع تقريباً، وقد بلغ متوسط استقبال المستشفى للمراجعين خلال السنوات الثلاث الماضية "79.549" مريضا في السنة، بمعدل "6629" مريضا شهرياً، كما بلغ متوسط عدد الولادات في السنة "412 " ولادة.

وعن تطوير وتوسعة أقسام المستشفى أكد الدوخي أن الحاجة ملحة لتطوير قسم العمليات والإسعاف والطوارئ واستحداث قسم للولادة، وقسم للعلاج الطبيعي، ومبنى إداري، وتوسعة قسم المختبر وبنك الدم، وإنشاء غرف عزل، وافتتاح عيادات أخرى كالعيون والجلدية وغيرها من التخصصات، ودعم المستشفى بكادر طبي وفني، مبيناً في الوقت نفسه أن التوسع العمراني والزيادة السكانية تحتم الحاجة إلى إنشاء برج طبي بـ 100 سرير، وهذا ما رأى المجلس التنفيذي في المديرية إقراره.