رفض المملكة عضوية مجلس الأمن غير الدائمة.. واحد من مواقفها الشجاعة ضد الظلم والاستبداد والانحياز للدولة المعتدية على فلسطين الجريحة وتشريد أهلها.. والوقوف ضد قضايا العرب والمسلمين في كل مكان.

 المملكة كانت من أولى الدول المؤسسة للأمم المتحدة والمساهمة حتى الآن بالدعم المادي والمعنوي إعمالا للتعاون ونصرة حقوق الإنسان وتحقيق السلام.. وتأكيداً لمبدأ التعايش بين الأمم ستؤكد وجودها الفاعل في المنظمة وتدفعها للأمام للوصول إلى عدالة تسود العالم وتحميه من أهوال الحروب وشراسة الانقسام.

هذه الخطوة المقدامة من مملكة الإسلام الداعية لخير الإنسانية وسعادتها صرخة جريئة بوجه الغطرسة والقوة الغاشمة.. ودعوة صادقة لإصلاح وضع مجلس الأمن، إما بتطبيق الديموقراطية كما يجب أن تكون بتداول العضوية فيه والتصويت على قراراته بالأغلبية دون تمييز بالصوت السلطوي لعضو مهما كانت قدراته يتلاعب به كيفما شاء لإفشال أية قضية يراد حلها أو إنصاف دولة من أخرى.

أو أن يكون للعرب والمسلمين وهم يمثلون سدس سكان العالم عضوية دائمة تملك حق (الفيتو) أسوة بالدول الخمس المهيمنة على المجلس العتيد منذ قيامه.

المملكة عبّرت عن مشاعر الدول الصامتة طوال العقود الماضية ورغبتها بإحقاق الحق والمساواة فيما بينها بعدم الفصل بين هيئة الأمم غير الفاعلة ومجلس الأمن مالك الصلاحية.. مما تسبب بهذه الفوضى وبخاصة فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط التي لم تهدأ صراعاتها منذ أمد من الزمن.

القضية الفلسطينية لا تزال في الأرجوحة بين شد وجذب، والمشردون من أهلها يعانون من معرّات الملاجئ من نصف قرن ونيف، وكذا الشعب السوري تدمر مدنه وقراه وتستباح دماه من حكومته الغاشمة ويهيم مواطنوه في الآفاق ولا يهتز ضمير المجلس العتيد أو يهب لنصرة المظلوم، بل إن أحد أعضائه (روسيا) شريك فيما يجري لمصالح ذاتية.

ما أقدمت عليه مملكة الإسلام يستحق الإشادة والتقدير إلى جانب التضامن والمؤازرة من جميع الدول للوصول إلى عام يسوده الأمن والرخاء والازدهار.