ليس غريبا أن يبدع ذوو الاعاقة في حقل الفنون التشكيلية، ولكن الغريب أن تمارس هذه الهواية داخل "مطبخ" في مبنى ينقصه العديد من الامكانيات كي يكون مهيئا لهذه الفئة التي تمثل شريحة مهمة من شرائح المجتمع .

هذا ما كشفته جولة لـ"الوطن" داخل أروقة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالدمام في قسمها النسائي الذي يضم 170 فتاة صماء في منطقة تضم بين جوانبها أكثر من 8 آلاف أصم.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في صيف الشرقية لتكسر حاجز الخمسين درجة تقف بعض مكيفات الجمعية عاجزة دون حراك لحاجتها للصيانه ولتعيد بث هواءها البارد.

وأرجعت مديرة القسم النسائي في الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالمنطقة الشرقية نوال الرشيد ، نقص الخدمات بالجمعية قلة الدعم المالي، مؤكدة على أهمية زيادة المخصصات المالية لخدمات فئة الصم بالمنطقة الشرقية، كذلك إعادة النظر في رواتب المترجمين والتيلا تتناسب وجهودهم في هذا المجال.

وأبانت خلال حديثها إلى"الوطن"، أن الجمعية بشطرها النسائي تحتاج الى صيانة دورية للمكيفات علاوة على عاملات للنظافة وسائق علاوة على إحتياج الجمعية لأخصائية اجتماعية ونفسية بسبب وجود حالات تستدعي ذلك. إلى ذلك، أشارت المترجمة أروى الدوسري إلى أن عدد المترجمين بالمنطقة الشرقية محدود جدا لا يتجاوز الخمسة بين نساء ورجال لتظهر بجلاء معاناة هذه الفئة مع العام الخارجي. وأكدت مشرفة الفنون التشكيلية بالجمعية نوال الشريدة ، على أن مترجمي الإشارة الذين ينخرطون بدورات تمتد الى 3 أشهر ليسو بمؤهلين للترجمة حيث تعج ترجمتهم بأخطاء , مشددة على أهمية توفر الخبرة لدى المترجم لاسيما ان يكون احد افراد اسرته اصم. ومن جانبها، لفتت مديرة الجمعية نوال الرشيد إلى أهمية تحفيز مترجمي الاشارة ماديا وأكاديميا, مشددة على أهمية أن يخصص الدفاع المدني والشرطة مكالمة فيديو لفئة الصم حال تعرضهم للسرقة أو لحادث حريق. وفيما يخص تأهيل فئة الصم أشارت الرشيد إلى إنضمام 30 فتاة من الصم إلى جامعة الأمير محمد بن فهد بعد تقديم الجامعة عدد معين من المقاعد الجامعية لهذه الفئة لدراسة الدبلوم , معتبرة هذه الخطوة بالإيجابية في سبيل إندماج الصم وتأهيلهن الاكاديمي, ولافتة الى توجه جامعة الدمام نحو فتح مجال الدراسة لفئة الصم في الفترة المقبلة .