لم يأت الدوليان السابقان فهد الهريفي ومحمد الدعيع خلال حديثهما في "برنامج كورة" بجديد، وكافة الرياضيين يعرفون ذلك مسبقا، ولكن كما يقال كان حديث مجالس وديوانيات ولم يصل إلى الرسمية.. ما ذكره الدعيع والهريفي عن إدخال لاعبين بأمر مسؤول وإبعاد لاعبين بأمر آخر وإقالة المدرب الفلاني لأنه خالف التعليمات وهروب آخر لأنه لم يسمع الكلام والبحث عن مدرب "يمشي على العجين ما يلخبطهوش"، جاء هذه المرة بشهادة اثنين عاصرا الواقع ويعتبران شاهدي العصر على ما حدث لرياضتنا في فترة ماضية.
أعتقد بعد كلام الهريفي والدعيع وقبلهما سامي الجابر والأمير محمد بن فيصل، عرفنا المعضلة الرئيسية لضياع كرتنا السعودية وتدحرجنا من أفضل 16 منتخبا في العالم إلى وصولنا للترتيب 126 في التصنيف الدولي في فترة سابقة، كما أننا عرفنا سبب فرحتنا بالتعادل مع إندونيسيا وتايلاند وخسارتنا من الأردن وسورية في مباريات دولية قارية، ولذلك يجب على الجمهور السعودي الاعتذار من كل المدربين السابقين الذين مروا على منتخباتنا الوطنية في فترة سابقة بعد أن نصبنا لهم المشانق خلال فترة عملهم لدينا وحملناهم إخفاقاتنا وتدهور رياضتنا وأنا على يقين بأن ما خفي أعظم، فما حدث لمنتخباتنا السنية في سنين مضت لم يتطرق له أحد إلى الآن، حيث كانت هذه المنتخبات محطة صقل وصنع لاعبين لأندية محددة فقط.
بعد أن ظهرت الحقائق يجب على اتحاد القدم الجديد برئاسة أحمد عيد وهو رجل رياضي معاصر ومخضرم وأعضاء مجلسه الموقر، الاستفادة من أخطاء الماضي وعدم التدخل في عمل الأجهزة الفنية وتوزيع الصلاحيات والإشراف فقط على العمل والحكم على النتائج وليس الأشخاص حتى نستطيع القول بأننا نعيش رحلة جديدة من تاريخنا الكروي.