لم يكن الجمهور الرياضي ينتظر شهادة الإعلامي داود الشريان أو غيره حتى يتأكد من تحزب الإعلام الرياضي طيلة الثلاثين عاما المنصرمة لنادي الهلال وإسقاط بقية الفرق من حساباته، غير أن الشريان وهو الهلالي الذي عاصر تلك الفترات وعرف ما يدور في مطابخ تلك الصحف، كان شجاعا بالقدر الكافي الذي جعله يكشف عما يسمى بـ “معاقل الهلال”، ويقصد بها صحف العاصمة، وكيف أنها لا تستقطب الصحفيين النصراويين ولا توظف إلا من يشجع الهلال.
هذه حقائق يعرفها جمهور الثمانينات والتسعينات جيدا وعايشها وربما ما زال يتلمس بواقيها، لكنها إعلاميا كانت مغيبة، أو لنقل إن الإعلاميين كانوا يتحاشون الخوض في مثل هذه الأمور تقديرا لزملائهم في هذه الصحف وتجنبا للدخول في مهاترات لا تخدم المسيرة الرياضية، لكن الوضع اليوم تغير ولم يعد هناك مجال للقفز على الحقيقة، ومن الأجدر على الصحفيين الهلاليين الاعتراف بهذه الحقائق والاعتذار عنها، إبراء للذمة.
لو أن ما فعلته الصحافة الهلالية طيلة الفترة الماضية كان لخدمة فريقها وهذا حق طبيعي، لكان الموضوع مقبولا من الناحية الرياضية والمهنية، لكنها تجنت على نادي النصر الذي ينتمي لنفس المدينة ولا يبتعد عن مقر نادي الهلال إلا بضعة مترات، ووقع الظلم على النصر في وقت كان يحقق فيه الإنجاز تلو الإنجاز، ويواصل خلق الدهشة بين أوساط الجمهور الرياضي بالبطولات واللاعبين.
كانت الصحافة الهلالية تتجنى على نفسها وعلى التاريخ، فقد أدخلت ماجد عبدالله في مقارنة ظالمة مع سامي الجابر، اللاعب الصغير آنذاك، ولم تفعل هذا مع سامي وحده، بل فعلتها مع مهاجمين أقل بكثير من سامي، فإن كنت عزيزي القارئ تتذكر سعود الحماد وقبله هذال الدوسري، فإنك حتما ستتذكر أن الصحافة الهلالية احتفت بهذين اللاعبين وقدمتهما على ماجد عبدالله في عز تألقه وأناقته، وأي مقارنة وظلم هذين، حين يوضع المتن أمام الهامش الند بالند؟!.