وجهت الأمم المتحدة أمس نداء لجمع 5.2 مليارات دولار حتى ديسمبر المقبل، في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة أكثر من عشرة ملايين سوري أي قرابة نصف عدد سكان سورية، تضرروا جراء النزاع في بلادهم. وهو أكبر نداء لجمع التبرعات توجهه الأمم المتحدة على الإطلاق، من دون احتساب مرحلة إعادة الإعمار.

وتعادل الأموال المطلوبة احتياجات حوالي 100 منظمة إنسانية. والأمم المتحدة التي طلبت في ديسمبر 1.5 مليار دولار لسورية، لا تملك في الوقت الحاضر سوى مليار واحد. ومن أصل الـ5.2 مليارات دولار المطلوبة لتغطية مجمل العام، ستذهب حوالي 3.81 مليارات دولار لمساعدة نحو 3.45 ملايين لاجئ، وسيسمح 1.4 مليار دولار للأمم المتحدة بمساعدة حتى 6.8 ملايين سوري بقوا في بلادهم بينهم 4.25 ملايين نازح. وفي الوقت الحالي، فإن حوالي أربعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سورية، وتعتبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 1.6 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول الخمس المجاورة في المنطقة.

وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن يرتفع عدد اللاجئين إلى 3.45 ملايين، بينهم مليون في لبنان ومليون في الأردن ومليون في تركيا و350 ألفا في العراق و100 ألف في مصر، في نهاية 2013. وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي الأمير عبدالله إن "الأرقام المقدمة في هذه الخطة مذهلة. إنها مأساة لسورية".

على الصعيد الميداني كشفت تقارير إعلامية عن قيام ميليشيات حزب الله بعمليات تعبيد للطرق المؤدية للقرى الحدودية بين لبنان وسورية، تسهيلاً لمرور آلياته العسكرية باتجاه وادي بردى بريف دمشق. ووثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 93 شخصاً بنيران قوات النظام أول من أمس بينهم 10 أطفال.

وشهدت المحافظات السورية اشتباكات ومواجهات عنيفة بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر على عدة جبهات من ريف دمشق إلى ريف حلب. وتمكن الجيش الحر، بحسب لجان التنسيق، من استهداف رتل عسكري تابع لقوات النظام المدعومة من عناصر حزب الله بالقرب من السفيرة في ريف حلب، واستولى على أسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ. وفي حلب أيضاً, تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر في عدد من الأحياء التي يسيطر عليها الجيش الحر، ومنها بستان القصر وحي الحمدانية وحي الإذاعة, كما أفيد بتدمير الجيش الحر لرتل عسكري تابع لقوات النظام على طريق خناصر المؤدي إلى معامل الدفاع في الريف الحلبي.