انتقد الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، آنتوني كوردسمان، موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من التدهور المستمر في الأوضاع الداخلية بالعراق. وأوضح في مداخلة قدمها بواشنطن: "إنه من غير المفهوم أن تواجه الإدارة انزلاق العراق نحو حرب طائفية وميله المتزايد تجاه إيران ودوره الإقليمي غير البناء بهذا الصمت والسلبية وكأن ذلك لا يتماس مع كل ما نراه مهماً في الشرق الأوسط". وأشار كوردسمان، إلى تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في أول يونيو الجاري بأن 1045 عراقيا قتلوا و2397 جرحوا في مايو الماضي. وأضاف: "إن ذلك يؤكد مرة أخرى أننا كسبنا حربنا في العراق على الصعيد التكتيكي وخسرناها على الصعيد الاستراتيجي. لكن الأهم أن ما يحدث الآن لا يتسق مع موقف الإدارة الذي يهمل العراق. فنحن نرى الآن إلى أي حد يمكن أن يتحول العراق إلى لاعب إقليمي سواء فيما يتصل بالملف السوري أو فيما يتصل بالملف الإيراني". وشرح ذلك بقوله: "إن الخريطة الاستراتيجية للشرق الأوسط تتغير بسرعة. وتابع: "فضلا عن ذلك فإن العراق كان يلعب عادة دورا فاصلا بين إيران والعالم العربي. أما الآن فإنه يقترب من إيران بالتدريج كما أنه يعد مساحة خاوية من الوجهة العسكرية. وتقوم السلطة العراقية الحالية بالتعامل مع مواطنيها من الطوائف الأخرى باعتبارهم مصدر تهديد وليسوا شركاء في الوطن. ومع تزايد وتيرة المواجهات الطائفية فإن بغداد ستتجه بخطى أسرع تجاه إيران. ويعني هذا أننا سنرى قوسا متحالفا يمتد من طهران إلى جنوب لبنان مرورا بسورية والعراق. ويكفي كل ذلك لتبني سياسة أكثر فعالية مما نراه الآن من قبل إدارة الرئيس أوباما".
من جهة أخرى، قتل عشرة زوار إيرانيين وأصيب ثلاثون آخرون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت أمس حافلة في منطقة الهارونية وسط ناحية المقدادية قرب بعقوبة شمال شرق بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وأفاد ضابط برتبة مقدم في شرطة بعقوبة أن "جميع القتلى والجرحى زوار إيرانيون كانوا في طريقهم إلى مدينة النجف جنوب بغداد".