حذر خبراء أميركيون من أن العقوبات الدولية على النظام الإيراني لم تفلح في دفعه للتوقف عن إثارة التوترات في المنطقة والعالم، "رغم العزلة التي وجد نظام الملالي نفسه داخلها بسبب برنامجه النووي المثير للجدل". وذكروا أن طهران "كلما اشتد الضغط العالمي عليها، فإنها تلجأ لاختلاق مشكلات تزيد من صعوبة وضعها، بدلاً من تلطيف الأجواء مع جيرانها، والاستقواء بمحيطها الإقليمي وكأنها بذلك تمارس انتحاراً سياسيا". وأشاروا إلى تصريح الرئيس الإيراني السابق هاشم رفسنجاني الذي يشرح هذا الوضع حينما قال إن المجتمع الدولي "ليس في حاجة لممارسة ضغوط على بلاده لأنها تسير بنفسها نحو الهاوية".

وعدد الخبراء خلال ندوة عقدت في واشنطن أول من أمس، تدخلات إيران في شؤون جيرانها حيث ذكروا أن "أصابع الشر الإيراني حاولت العبث بأمن السعودية، ولم تكن شبكة التجسس الأخيرة التي أعلنت سلطات المملكة تفكيكها والقبض على أفرادها الأولى ولن تكون الأخيرة". وذكروا أن المحاولات الفاشلة للتعدي على أمن المملكة لم يقتصر على "مجرد محاولة زرع الجواسيس، بل وصل الأمر للتخطيط لقتل السفير السعودي عادل الجبير قبل أن يتم الكشف عن مخططهم الآثم".

وذكر أحد المشاركين في الندوة "في اليمن وصل الحال بالرئيس عبد ربه منصور هادي أن يطالب طهران على الملأ وعبر وسائل الإعلام بالكف عن التدخل في شؤون بلاده، والتوقف عن محاولات زرع الجواسيس وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية". وأشار إلى حادثة للسفينة الإيرانية "جيهان" التي ضبطها حرس الحدود اليمني وهي معبأة بالأسلحة والمتفجرات.

وبشأن محاولات إيران التدخل في شؤون البحرين، فقد أكدت المنامة كثيراً وبالأدلة القاطعة دور طهران في إثارة النعرات المذهبية بين سكانها، وذلك وفقا للخبراء. وقالوا إن طهران "لم تكتف بذلك بل سعت لإفشال مؤتمرات الحوار الوطني التي عقدت بهدف وأد الفتنة والوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف".