حصة أحمد الأسمري


أثار ضحكي في موقع التواصل الاجتماعي بتويتر استخدام عدد من المغردين الساخطين الساخرين كلمة (الشطرطون الأبيض) بدلاً من الشريط الأبيض، فكأن هذا (الشطرطون) يقصد منه إلصاقه على فم الرجل حتى لا يطالب المرأة بحقوقه ولا يبدي رأيه وإن كان شرعيا في قضايا المرأة، وكأنه شريط ضد الرجل والمرأة.

وبغض النظر عما حصل في الساحة من تصادم ضد هذا الشريط الأبيض ذي التاريخ الأسود، وبغض النظر عن استغنائنا بشريعتنا واستحالة أن يستبدل المجتمع هذا المستورد على شرع خالقنا، فإنه لم يلفت انتباهي واستغرابي غير شيء واحد وهو كيف بمن يعتبرون من كبار المثقفين بأن يطلقوا عليها مبادرة؟ مع أنها مجرد محاكاة وتقليد!، هل تعامى مدعو الثقافة عن هذه الحقيقة.

فكلمة مبادرة تقتضي فكرة جديدة مبتكرة لصناعة مستقبل أفضل دون أن تعتمد الفكرة أو تتأثر بالظروف المحيطة.

أما كلمة ردة الفعل فهي فكرة جديدة صنعتها ظروف معينة محيطة وترسم المستقبل بناء على هذه الظروف المحيطة.

وفكرة الشريط الأبيض تعتبر في أرض منشؤها ردة فعل لا مبادرة، لأنها فكرة جديدة بنيت في ظروف صنعتها، أما انتقالها إلينا فلا تعتبر حتى ردة فعل فضلا عن أن تكون مبادرة، لأنها في الحقيقة ليست فكرة جديدة، بل هي محاكاة وتقليد ومحاولة لبس لباس غيرنا وإن اختلفت المقاسات بكل تبعية وضعف ومحاولة تقريب الظروف وتقليد لردة الفعل.

فلا أعلم هل هي محاولة استجهال المجتمع والتمرير عليه ببعض الكلمات، كمن يسمي القرد غزالا وكمن يسمي المجرم بطلا، فيسمون التقليد والتبعية بمبادرة!، أم هو جهل حقيقي من مستوردي الفكرة.

فمع أن هذه الفكرة المستهلكة تحمل بداخلها باطلا إلا أنهم زادوا الطين بلة وغلفوها باسم باطل لا يناسب حقيقتها.