كلنا نعلم أن التمايز بين الشعوب واقع موجود، وهو ما يجعل هناك فارقا نوعيا في الحياة بين تلك الشعوب، فهناك فرق بين الحياة التي يعيشها البريطاني أو الأميركي، والحياة التي يعيشها السعودي أو الباكستاني، سواء في التفكير أو الاهتمامات أو التعامل أو المعيشة.

هذا فارق نوعي في مختلف جوانب الشأن الإنساني، لا يرجع إلى فارق بيولوجي جيني أو عرقي، إنما يرجع إلى فارق ثقافي، لأن أي شعب محكوم بثقافة مؤسساته، والدليل على ذلك بناتنا المبتعثات في الخارج، فقد أثبتن أن التفاوت يكون في الثقافة وليس في الأعراق، وأسباب الفروق الثقافية تعود ألى أسباب متعددة: تاريخية، سياسية، جغرافية، ودينية. وهذه الفروق تصنع صفات خاصة تساعد على التمايز بين الأماكن المختلفة. صحيح أنها فوارق تكون أحيانا غير واضحة لأهل المكان، لكنها هي من تجعلنا نميز السعودية عن الإمارات عن مصر عن بريطانيا.

وعندما يرتبط التمايز بالمرأة، يكون أوضح وأجلى، فالمرأة في العصر الفرعوني كانت لها مكانة في القصر، فكانت ملكة تشارك في الحكم وتربي النشء ليخلف عرش أبيه، كما كانت تشارك في المراسم الكهنوتية في المعابد. أما في العهد الإغريقي فقد عاشت المرأة مسلوبة الإرادة وحرمت من الإرث وحق الطلاق والتعليم، أما في العصر الروماني فبقيت المرأة تحت السلطة التامة للأب، على رغم حصولها على الكثير من حقوقها، وفي الجاهلية شاركت المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافية في الوقت الذي كانت توأد فيه البنات بسبب الفقر وانتشرت الرايات الحمر وسبيت وبيعت واشتريت، بالضبط كما يباع العبيد من الرجال.

والمرأة كانت لها حقوق كثيرة مثل التجارة وامتلاك الأموال والعبيد، كما كان الحال مع خديجة زوجة الرسول محمد بن عبدالله، عليه الصلاة والسلام. كما كان لها الحق في اختيار الزوج أو رفضه. وكانت منهن الشاعرات المشهورات.. كما تولت الكثير من النساء على مر التاريخ الحكم في بعض المناطق، مثل الملكة زنوبيا في تدمر والملكة بلقيس في اليمن.

أما في العصر الحديث فإن وضع المرأة في كل دولة تابع لثقافتها أكثر من تبعيته لدين الدولة.

مثال على ذلك، إن تم منعك من دخول محل لأحد مقدمي خدمات الاتصالات لكونك امرأة، إن طلب منك ولي أمراً لاستخراج جواز وأنت امرأة بنهاية العقد الخامس، إن طلب منك موافقة ولي الأمر ليتسنى لك التعليم أو العمل أو حتى إجراء جراحة، إن أعطي أحد أولادك حق الولاية عليك، إن كان راتبك مساوياً لمن هم أقل منك تحصيلاً علمياً من الذكور، إن حرمتِ من بعثة لعدم وجود مرافق ذكر، إن منعت من تقديم بلاغ في مركز الشرطة إلا بوجود محرم أو أحد رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!! فاعلمي عزيزتي المرأة أنك في السعودية.