قبل أيام قليلة وقع حادث مروّع بالقرب من منزلي في مدينة الرياض، حيث اصطدم سائق متهور بسيارة أخرى تقل الشاب “عبدالملك الدحيم” وأربعا من أخواته وطفلين، في دوار تقاطع طريقي الملك عبدالعزيز وأنس بن مالك.
توفي “عبدالملك” على الفور، وكذلك أخواته الأربع، العائدون للتو من فريضة الحج، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، بينما استطاع رجال الأمن الإمساك بسائق المركبة الأخرى، الذي ذكرت تقارير صحفية أنه كان في حالة “غير طبيعية”!
وبقدر ما تألمت كثيرا لهذا المصاب الجلل لعائلة “الدحيم”، التي فقدت خمس أنفس مسلمة في لحظة واحدة، بقدر ما أعاد هذا الحادث الشنيع إلى الأذهان المخاطر الكبيرة للدوارات المرورية الموجودة في تقاطعات بعض طرقنا الرئيسة.
فالحقيقة التي يعرفها الجميع أننا كمجتمع سعودي لا نحسن التعامل مع هذه الدوارات، وأنها تثبت يوما بعد يوم فشلها الذريع، سواء من ناحية إنسايبة الحركة، أو المحافظة على أرواح الناس، وهذا هو الأهم، فالمعروف أن الأولية في “الدوار” ليست لمن داخل الدوار، كما هي الحال خارج المملكة، ولكنها غالبا للأكثر جرأة والأسرع دخولا، وفي ذلك خطر كبير على سلامة السائق والركاب كذلك.
وأعتقد جازما أن أمانات المدن وجهاز المرور أكثر إدراكا بمخاطر هذه “الدوارات القاتلة”، ويدل على ذلك سرعة إقفال بعضها، أو تحويلها إلى إشارات ضوئية في حالات أخرى، لذا فهي دعوة صادقة لأمانة مدينة الرياض أن تبدأ بإصلاح هذا الدوار أولا، وتحويله إلى إِشارة ضوئية على الأقل، ثم إعادة دراسة مدى مناسبة أسلوب الدوارات لمجتمعنا من عدمه، فقط حتى لا نفقد أرواحا بريئة أخرى، والله المستعان.