لا جدال في أن قناة الجزيرة الفضائية، هي التي صنعت الفرق في الإعلام العربي، حيث المفهوم الحقيقي لنشرات الأخبار ومتابعة مختلف الأحداث برامجيا، كذلك صناعة الأفلام الوثائقية، ومن بعدها كانت القنوات الإخبارية الأخرى التي جاءت لتنافس، والبعض الآخر كان إعلاما مضادا.

في الدوحة التقيت أحد مذيعي “الجزيرة” السعوديين، بُعيد ظهوره في القناة قارئا لنشراتها، إذ أكد لي أن القناة بحاجة لعشرة سعوديين مثله، فهو أسهم بشكل أو بآخر في تصحيح الصور الخاطئة لبعض القضايا في المجتمع السعودي، قبل أن تطرح على الشاشة، وكان حلقة وصل أو مرشدا في الكثير من الموضوعات ذات العلاقة.

اليوم يتكرر المشهد، مع فارق بسيط عندما اعتمدت وسائل الإعلام العربية والأجنبية في العمل داخل المملكة على صحفييها كونهم الأقرب والأعمق في التناول، ويبقى تأهيلهم مهنيا وفق طبيعة عمل وجودة القناة.

قناتا الجزيرة وسكاي نيوز عربية، هما الأكثر حضورا كقنوات أجنبية في المملكة هذه الفترة، وعبر مراسلين سعوديين لامسوا الكثير من القضايا الحساسة والجدلية بمهنية عالية، ولعل موسم الحج الأخير وثق ذلك، فليست الاحترافية بكثرة التقارير الميدانية، أو استضافة أكبر عدد من المسؤولين في البرامج الحوارية للحديث عن نوعية الخدمات المقدمة، أو أن يلبس المذيع إحرام الحج وهو ليس حاجا.

ومن الأمور التي تجعل الصورة طبق الأصل خطة العمل المسبقة للمناسبات الموسمية أو كيفية التناول عند تغطية الحدث اليومي لا أن يخرج المراسل إلى الميدان دون آلية أو تدريب ويطالب بتقرير نوعي.

اعتماد القنوات الأجنبية على المراسل السعودي ينعكس على المنتج لصالحها، وفيه تأكيد على أن الخامات من مراسلين ومذيعين ومصورين ومخرجين بحاجة إلى يد ترعاها وتستثمر الطاقة. للأسف التلفزيون المحلي بكافة قنواته ورش عمل للقنوات الأخرى.. تنتقي وتذهب!