على مدى ستة عقود بات قميص المنتخب البرازيلي المشذب بالأخضر والمقترن بالسراويل الزرقاء، يمثل الشغف والرومانسية والمهارة.

وعندما تسير في شوارع ريو أو الرياض، بكين أو برلين لن يكون مفاجئا رؤية شخص يرتدي القميص "الذهبي" لكن على الرغم من هذا التاريخ الغني والتقدير العالي، إلا أن الرجل الذي رسم تصميمه لا يحمل أي فخر تجاهه.

أكثر من 60 سنة مرت على استضافة البرازيل مونديال 1950 وما زالت ذكرى خسارة "الماراكانا" على يد الأورجواي في النهائي تشكل الصدمة الأكبر للبرازيليين، وقتها لمح الدير جارسيا شلي "19 عاما" إعلانا في صحيفة "كوريو دا مانيا" بشأن تصميم قميص جديد للمنتخب الوطني، للتخلي عن القميص الأبيض المشؤوم بياقاته الزرقاء، ونال تصميم جارسيا المتضمن الألوان الأربعة للعلم البرازيلي، القبول كأكثر التصاميم تناغما بين 301 مشارك.

وجلب الفوز لجارسيا الشهرة، فبجانب جائزة المسابقة، منح مقعد مدى الحياة بملعب "ماراكانا" وعرض عليه البقاء مع لاعبي "السيليساو" قبل توجههم إلى مونديال 1954 بسويسرا، ولم تمر فترة طويلة حتى تخلى جارسيا عن حياة ريو، مفضلا العودة إلى مسقط رأسه "بيلوتاس" على الحدود مع أوروجواي، وأصبح لاحقا كاتبا شهيرا وأكاديميا بيد أنه رأى اعتزازه بالبرازيل يتمزق في انقلاب عسكري لم يؤيده، وقضى ثلاث نوبات في السجن، ومنع من مغادرة البلاد ومن نشر أطروحة دكتوراه صاغها 1965، ما استنزف أي متعة بداخله وهو يشاهد على التلفاز بيليه يقود البرازيل إلى لقبها الثالث في المكسيك 1970.

واعترف جارسيا لصحيفة "الجارديان" اللندنية في 2004 بأن ارتباطه بالأورجواي أكبر، وأن رؤية القميص تشعره بالذنب أكثر من الفخر، كاشفا "قبل سنوات قليلة شاهدت البرازيل تلعب في مونتيفيديو ضد أوروجواي وحينها بكيت عندما سمعت النشيد الوطني الأورجوياني وليس البرازيلي".