لم نعد نعرف ماذا يريد بعض أعضاء مجلس الشورى الموقر من المجتمع، ولا سيما حين مناقشتهم لأي مشروع رياضي أو من يريد أن يكون له حضور في المجتمع عن طريق الرياضة.
أقدر الإخوة والأخوات الأعزاء في المجلس، لكن ما تناولته وسائل الإعلام أمس الأربعاء في نقاش الجلسة الـ 50 حول التقرير السنوي لمؤسسة البريد السعودي، وتحديدا ما يخص الإنفاق على الرياضة بعقود مع بعض الأندية، يستوجب أن نقف ونتساءل عن مدى فهم بعض من وضعت فيهم ثقة تعزيز لحمة المجتمع والاهتمام بالشباب الذين هم عماد المستقبل.
هل يعقل أن يوجد عضو في مجلس الشورى فهمه ضعيف باحتياجات المجتمع وأهمية بناء الوطن وتعاضد أركانه في مختلف المجالات؟!
هذا السؤال أربطه بتصدي أحد أعضاء مجلس الشورى لتوجه البريد السعودي في استثمار الرياضة لإيصال أهدافه وتحقيق خططه وتوسيع وعي المجتمع حول عمله، وهو يعارض هذه العقود قائلا "بنصف تلك المبالغ المرصودة للرعاية يمكن تنفيذ حملة إعلانية والوصول لفئات أوسع من الجمهور".
وباختصار أقول إن هذا العضو – مع احترامي الشديد له – لم يستوعب أنه (هو) أحد هذه الجماهير، وبيته وعائلته من نساء ورجال من بين هذه الجماهير الذين استهدفهم البريد، ولو أخذنا الأمر بمفهومه (هو) وأن هذا يقتصر على (الجمهور الرياضي)، فمن المؤكد أن في بيته أو عائلته رياضيين وعلى الأقل ثلاثة أرباع المجتمع يعشقون الرياضة، مع يقيني أن كل المجتمع السعودي، وفي مقدمتهم كبار السن رجالا ونساء يتابعون الرياضة ويسهرون أمام شاشة التلفاز وبالتالي أي إعلان يصل لأكبر شريحة وبنسبة عالية جدا من خلال الرياضة.
في العالم أجمع تُستثمر الرياضات لإيصال رسائل محترمة وتحقيق أهداف وغايات بقوة وسرعة، وهنا أستدعي عبارة أرددها دائما (الرياضة أسرع وأسهل وأشهر وسيلة لتحقيق الأهداف).
وأقول لهذا العضو وغيره ممن يناكفون الرياضة وبعض المجالات التي تهدف لتوعية المجتمع، إن جمعيات خيرية كثيرة توسع نطاق عملها وحققت أهدافها بسرعة بعد أن تذوقت عسل شهرة الرياضة، واستثمرت رياضيين وتواصلت مع إعلاميين رياضيين، وهناك مؤسسات خيرية تنظم أنشطة رياضية وتقويها بندوات ثقافية ودينية بغرض حماية الشباب من الآفات.
ولكن مجلس الشورى – وللأسف الشديد – ما زال عاجزا عن استيعاب أهمية الرياضة، والشواهد عديدة ومنها لقاءات ونقاشات مع الأمير نواف بن فيصل وعدد من مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب كشفت مدى ضعف استيعاب أهمية الرياضة كمتنفس ووسيلة في لم شمل المجتمع وتقريب وجهات النظر.
إنه لأمر محزن أن يكون داخل مجلس الشورى من هو غير قادر على تفعيل دوره بالشكل الصحيح، وغير متفاعل كما يجب مع متطلبات المجتمع من خلال أحد أهم الوسائل في رفع أسهم هذا المجلس أمام شباب المجتمع.
والمشكلة حين يرتكز بعض الأعضاء على معلومات غير صحيحة، بينما من واجبهم أن يكونوا أكثر دراية بأي معلومة قبل الحديث، وفي شأن البريد بلغني أن المبلغ الذي تحدث عنه هذا العضو غير صحيح، وهذه مصيبة بحق من يجب عليه أن يكون في قمة المصداقية...!
أؤكد أن كثيرين ممن يتبرؤون من الرياضة هم من أكثر الناس التصاقا بها، بل إن هناك متشددين جدا ومتعصبين رياضيا بدرجة لا تصدق.