مع بضعة شباب من بضع مناطق ومدن سعودية مختلفة قضينا سحابة ليل ما قبل البارحة في الحديث عن (المسكوت عنه) من قضية مال عام بالغة الخطورة: نزع أمانات المناطق للملكيات داخل المدن تحت غطاء مليارات الطفرة الوطنية، ولدى بعض هؤلاء الشباب من الأرقام والبراهين عن مليارات نزع الملكية ما يشيب لهوله الوليد. وخذ من الأمثلة أن أمانة مدينتي وحدها ستدفع ملياراً ونصفه بالتقريب من أجل شارع ستقدم به هوية هذه المدينة بتفكير مسطح لا يعرف أن للمدينة (أيقونة) وهوية، ولهذا بتنا نكره كمواطنين كل فكرة لاعتماد المشاريع لأن مثل هذه المشاريع لم تقدم هوية مدينتنا فحسب، بل أعدمت معها حتى اللحظة 12 حديقة داخل الحزام الصغير لهذه المدينة. ماذا لو أن هذا المليار مع نصفه قد اعتمد لبناء حديقة عامة في أراضي الأمانة (البور): هذه الملايين الألفية ستجعل من أبها منافساً للهايد بارك اللندنية أو حتى (بولونيا) الباريسية.. وكل خوفي أن يتحول المال العام بمليارات نزع الملكيات إلى وسيلة انتفاع نهدم بها كل هوية لمدننا المختلفة في كل مناطقنا المختلفة مع احتفاظي الشجاع الصريح بخوفي الأزلي من أنني أشم رائحة فساد، لأن المليارات المرصودة أكبر من قدرة دماغي الصغير على الهضم، نحن مثلاً، نتزاحم حد إزهاق الأرواح على طريق (العقبة) ونعبره يومياً بآلاف السيارات على طريق (بدائي) بينما نرصد ملياراً ونصفه لفك الاختناق ما بين حارتين: أحشفا وسوء كيلة، وحتى يكون المواطن على بينة من وسائل صرف المال الوطني العام فإن على مجلس الشورى وهيئة مكافحة الفساد ووزارتي الشؤون البلدية والمالية أن تنشر على الملأ، وللمواطنين، حجم تعويضات نزع الملكيات في كل مدينة، وفي أوراق كل أمانة، لأنه الموضوع الذي لم ينتبه له أحد من قبل، لأنه قاعدة جبل الجليد (من المال العام) الذي لم يتحدث عنه أحد.