تذمر عدد من العاملين تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة من جمود آلية حماية العمال، بعد أن أجبرتهم شركاتهم على العمل في فترات الظهيرة تخوفا من تعثر تسليم المشاريع في موعدها المحدد، فيما التزمت وزارة العمل بقرارها السابق الذي يقضي بمنع أصحاب العمل من تشغيل تلك العمالة ابتداء من مطلع يوليو، وهو التاريخ الذي تبقى له قرابة الشهر.
وكشف خبير أرصاد لـ"الوطن" عن أن ما يسجل من درجات حرارة عبر أجهزة القياس المتوفرة في السيارات وبعض الأماكن الواقعة تحت إشعاع الشمس مباشرة، والتي وصلت إلى 50 درجة مئوية، غير دقيق، لينافي ما صرحت به الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على لسان متحدثها الرسمي حسين القحطاني عبر تحذير أطلقته من موجة حر خلال الأيام القادمة تصل فيها درجات الحرارة لنحو 50 درجة مئوية.
ورصدت "الوطن" عددا من عمال الشركات الخاصة يعملون منتصف النهار وسط أجواء تخطت 48 درجة مئوية، من بينهم من تضاعف طبيعة عمله حرارة الأجواء كالعاملين بصيانة الطرق الذين يتعاملون مع مواد بترولية ساخنة، فيما رفض بعضهم العمل في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مما ينذر بتعطل المشاريع خلال الفترة المقبلة.
وطالب عمال الشركات والمؤسسات الخاصة الذين التقت بهم "الوطن" أمام مكتب العمل بالمدينة المنورة بمراعاة الظروف الجوية التي تمر بها المنطقة وإعادة تحديد فترات المنع، ولا سيما أن تحديد وجدولة مواعيد الصيف قديمة ولم تراع تغير الأجواء وتبكير الصيف هذا العام، وبين العمال أنهم عندما تقدموا بطلب للشركات المشغلة، احتجت بنظام الوزارة الذي يحدد فترة المنع من الشهر المقبل من بداية شهر يوليو وحتى نهاية أغسطس.
من جهته قال مدير مكتب العمل بمنطقة المدينة المنورة عواد الحازمي أن مكتب العمل جدد تعميمه على جميع الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بالتقيد بقرار وزارة العمل الخاص بمنع العمل في المناطق المكشوفة، وتحت أشعة الشمس أثناء فترة المنع، مبيناً أن الوزارة أعلنت أن الأول من يوليو القادم هو بداية تفعيل القرار الوزاري الخاص بحظر تشغيل العمالة في فصل الصيف من الساعة 12 ظهراً حتى الرابعة عصراً خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين.
وأوضح الحازمي أن إدارته مع اقتراب موعد المنع حددت فرقا للعمل الميداني للإشراف ومتابعة تطبيق الشركات والمؤسسات لقرارات وزارة العمل، محذراً الشركات أن مخالفتها لقرار العمل تعرضها للعقوبات والغرامات المنصوص عليها في نظام وزارة العمل.
أما أستاذ الأرصاد الجوية المساعد ومستشار الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي ناصر سرحان فأكد لـ"الوطن" أن ما يقاس حالياً عبر أجهزة قياس الحرارة الحديثة الموجودة في السيارات أو في المواقع المكشوفة غير دقيق، وذلك لتعرضها لإشعاع الشمس، بينما تقاس درجات الحرارة الحقيقية في الظل، وقال سرحان إن موسم الصيف في المملكة، يبدأ فيزيائياً في 21 يونيو، مع تعامد الشمس على مدار السرطان الذي يمر بوسط البلاد وترتفع درجات الحرارة بوجه عام على جميع المناطق.
وبين أن أعلى درجات حرارة في الهواء تسجل خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، حيث يكون تأثير الرياح المحلية على درجات الحرارة واضحا خلال هذه الأشهر وتكون حول المتوسط في شهر سبتمبر، وقد تزيد عن المتوسط عند حدوث موجات الحر التي يزيد تأثيرها بفعل العوامل الطبيعية والبيئية، لافتاً إلى أن متوسط درجات الحرارة لأشهر الصيف "يونيو ويوليو وأغسطس"، بالإضافة إلى سبتمبر يبدأ من 40 إلى 43 درجة مئوية.