• إذا تعرّضت إلى أذى من أي نوع، مثل: التشويه، والتهم الباطلة، ومحاولات الإقصاء، بل ومحاولات قطع الرزق من مكان أو آخر، ولم تستطع أن تقبض على أسباب ذلك كله، ففتش عن السياسة. نعم، فتش عن السياسة؛ ذلك أن "الحركي" لا يتورع عن الإيذاء والإقصاء والمضايقة، ولا تحده عن أكثر الأساليب رداءة، وأبعدها عن الأخلاق، حدود، لأنه – في النهاية – يعلم أنه سيُشكر على فعلته من العامة، سواء أخطأ أم أصاب، وقد يُكافأ من قادته، ولذا لا تهمه المبادئ، ولا يشعر بأنه ظالم، بل سيزيد، وسيتبعك بالأذى في كل مكان، لسبب يسير وهو: أنك لا تنتمي إلى حركته التي لا حدود لطموحاتها، ولا نهاية لأخطائها الأخلاقية، وتجاوزاتها المشينة التي لا تعترف بالإنسان، ولا تقر بحقه في التعبير والحياة والعطاء والنجاح إلا من خلالها وحسب.

- إذا وجدت أن هناك من لا يحسن الظن في قولك أو فعلك، ويذهب إلى تفسير أقوالك وأفعالك تفسيرات بعيدة عن مقاصدك، ففتش عن السياسة؛ ذلك أن "الحركي" "لا يهرول عبثا"، ولذا ينظر إلى أقوال الآخرين وأفعالهم بـ"عين طبعه"، فيتوهم أنهم مثله، يفعلون ويقولون من أجل أهداف خفيه لا يعلمها إلا الله، ثم من وجهوه إلى تلك الطريق.

- إذا فوجئت بأن هناك من يمارس تثبيطك، والتقليل من أهمية منجزك، عندما تنجح في عمل وطني، أو مجتمعي، ففتش عن السياسة؛ لأن "الحركي"، لا يريد أن يصدر النجاح عن أفراد خارج إطار حزبه، ولا يريد أن تصدر الأفعال الجيدة عن غير "أعضائه"، ليكونوا في عيون العوام الأفضل والأكمل والأمثل والأجمل والبديل "الكويس".

- إذا احترت في كثرة إنكار بعضهم عليك، على الرغم من يقينك بأنك تسير على طريق قويم، ففتش عن السياسة؛ لأن "الحركي" ينكر على غيره كل شيء، وأي شيء، لتكون في عيون العوام صاحب المعاصي، وداعية المفاسد، فلا يبقى لك عند الناس رصيد أو احترام، ويُجير كل ذلك إليه وإلى حركته، دون وجه حق... لكنها السياسة.

- إذا وجدت أن أحدهم يحتج للباطل البيّن، ويصر على عدم التراجع عن الخطأ، ويفْجر في الخصومة، ويبتكر الألفاظ التي تنتقص من خصومه الفكريين، أو المختلفين معه، وقد يجعلهم "شياطين" أو يشبههم بالقتلة والظالمين عبر التاريخ، ففتش عن السياسة؛ لأن "الحركي" يريد أن يكون الكامل الذي لا يخطئ، ويكون غيره ـ في عيون العوام ـ الغارق في الأخطاء.

- إذا بكيت من الظلم، وعجزت عن معرفة أسبابه أو كنهه، ففتش عن السياسة؛ لأن "الحركي" ظالم بالضرورة، وكاذب بالضرورة، وانتهازي بالضرورة، و"منفصم" بالضرورة.

- إذا تعرضت إلى ذلك كله وأكثر، فاحمد الله حمدا كثيرا على ما أنعم به عليك من نور البصيرة، لأنه لا بصيرة ولا بصر لمن أصبح "حزبه" هواه.