اجتاحت موجات غبار تراوحت بين متوسطة وقوية عدة مناطق أمس، منها الرياض والباحة ونجران وعسير والشرقية، حيث حدت من الرؤية الأفقية، وتسبب في دخول العديد من الحالات إلى المستشفيات، وخاصة مرضى الربو والحساسية، كما أثرت على سير الاختبارات للطلاب والطالبات المصابين بأمراض صدرية، وألزمت الكثيرين على البقاء داخل منازلهم.
ففي الباحة، استنفرت موجة الغبار الجهات الأمنية على الطرق السريعة وفي مداخل ومخارج المنطقة، وكذلك العاملين بطوارئ المستشفيات لمباشرة الحالات المرضية. وحذر الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة، المقدم جمعان بن دايس الغامدي، أمس من عوالق ترابية تؤثر على مدى الرؤية الأفقية التي قد تنخفض إلى 2 كلم أو أقل.
من جهته، وجه نائب مدير الدفاع المدني بالمنطقة، العميد علي السواط، مدير إدارة الدفاع المدني بمدينة الباحة بمتابعة مطالبات الأهالي حول المياه الراكدة في متنزه خيرة، كما طالب جميع مديري الإدارات في جميع المحافظات بتسيير دوريات للسلامة على جميع السدود بالمنطقة، خاصة وقت الذروة وأثناء الخروج للتنزه في تلك المواقع.
وفي نجران، تعرضت المنطقة أمس لموجة غبار تسببت في تدني الرؤية، مما أثر على الحركة المرورية، وتحولت سماء المنطقة إلى اللون البرتقالي.
عوالق ترابية
وقال مدير الأرصاد بنجران، جابر بن زينان آل ذيبان، إن المنطقة تأثرت بموجة غبار، كما كان متوقعا، وذلك بسبب العوالق الترابية نتيجة نشاط الرياح السطحية من 15 إلى 35 كلم في الساعة. وأكد آل ذيبان أن حركة الطيران لم تتأثر بموجة الغبار. كما شهدت منطقتا عسير والرياض موجة غبار أثرت على مدى الرؤية الأفقية، وتسببت في إصابة بعض الأشخاص بأمراض صدرية.
وفي المنطقة الشرقية، استمرت أمس لليوم الثاني موجات الغبار التي تسببت في عدم وضوح الرؤية الأفقية في الكثير من محافظاتها، إلا أنها لم تؤثر على حركة الطيران، ولم تتأخر أي رحلة عن موعدها، كما لم يمنع حرس الحدود البحارة من ممارسة الصيد لجميع القوارب ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، فيما نصحت وزارة الصحة جميع المواطنين والمقيمين، وخاصة مرضى الربو، بتجنب موجات الغبار والأتربة التي تمر حالياً بالمملكة.
وكشف مصدر مسؤول في مطار الملك فهد الدولي بالدمام أنه لم يتم تغيير جدولة الرحلات أو تأجيلها أو تحويلها لمطار آخر، حيث لا يوجد أي تغيير طرأ على سير الرحلات القادمة والمغادرة، فقد تم إقلاع جميع الرحلات الداخلية والخارجية دون تأخير.
إبحار القوارب
من جهته، قال الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية، العقيد بحري خالد العرقوبي، إنه لم يتم منع القوارب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة من الإبحار وممارسة الصيد، وجرى تنبيه أصحابها إلى أن الأجواء مجرد غبار عالق في سماء الشرقية، وغير مصحوب بقوة رياح. وقال إن هذا التنبيه جاء بعد الاطلاع على التقارير التي زودتهم بها الأرصاد وحماية البيئة أمس، مضيفا أنه تم السماح للقوارب بجميع أحجامها بالإبحار، مع أخذ الحيطة والحذر من تقلب الأجواء، حيث تم السماح لهم بالصيد لعدم وجود قوة رياح مع الغبار العالق. وأشار إلى أن تحديد أوقات المنع أو السماح للقوارب ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة والكبيرة يأتيان من الأرصاد وحماية البيئة إلى قيادة حرس الحدود بشكل دوري للحفاظ على سلامة البحارة وحياتهم.
من جانبها، أكدت الأرصاد وحماية البيئة أن موجات الغبار ناجمة عن نشاط في الرياح السطحية، مما يؤدي إلى إثارة الأتربة، الأمر الذي يتسبب في تدني الرؤية إلى أقل من 2 كلم في الدمام والأحساء والظهران ورأس تنورة وحفر الباطن والقيصومة.
فرق طبية للاختبارات
إلى ذلك، شهد عدد من مدن ومحافظات منطقة عسير أمس موجة غبار، تسببت في تدني مستوى الرؤية، وزادت حدتها بعد منتصف النهار. وأوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في المنطقة سعيد النقير، أن موجة الغبار أدت إلى رفع أعداد المراجعين والمرضى لأقسام الطوارىء في مستشفى عسير المركزي والعيادات المناوبة في بقية المستشفيات، ومعظمهم من الذين يعانون مشكلات مثل الربو وحساسية الصدر.
من جانبه، أوضح المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة، جلوي بن محمد آل كركمان، أنه تم إيفاد فرق طبية من قبل أطباء الوحدة الصحية المدرسية إلى قاعات الاختبار بهدف الاطمئنان على صحة الطلاب، وتقديم الخدمات العلاجية للمحتاجين منهم، مضيفاً أنه من حسن الحظ أن طلاب المرحلة المتوسطة أنهوا اختباراتهم منذ أول من أمس، ولم يتبق سوى طلاب المرحلة الثانوية. أما مدير مرور منطقة عسير، العميد عائض بن دخيل الله، فأشار إلى أن إدارته عملت على تكثيف الدوريات المرورية على مختلف التقاطعات والميادين بهدف تنظيم حركة السير، مشيرا إلى أن موجة الغبار التي شهدتها مدينة أبها أمس لم تتسبب في وقوع حوادث مرورية حتى الساعة الرابعة عصرا، داعيا عموم السائقين إلى توخي الحيطة والحذر عند القيادة في مثل هذه الظروف.
"مدني عسير" يحذر من سقوط الأعمدة
أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، أن مديرية الدفاع المدني في المنطقة خصصت فرقا لمباشرة أي طارئ يتعلق بالغبار، لافتا إلى أن غرفة العمليات لم تتلق أي حوادث تتطلب تدخل الدفاع المدني، محذرا في نفس الوقت من التوقف تحت المظلات ولوحات الإعلانات أو الأعمدة الكهربائية حال اشتداد الرياح أو صعود الجبال والمناطق المرتفعة. ولفت العاصمي إلى احتمال سقوط تلك اللوحات أو الأعمدة الأمر الذي يهدد الواقفين تحتها.
"الصحة" لمرضى "الصدرية": احرصوا على "الكمامات"
نصحت وزارة الصحة جميع المواطنين والمقيمين وخاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر حاليا بالمملكة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة.
وشددت في بيان لها على ضرورة لبس الكمامات الطبية الواقية أثناء الخروج من المنزل، لافتة إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي. وأكدت ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار، واتباع الإرشادات الطبية بدقة واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب، إضافة إلى أهمية حرص من أجريت لهم عمليات جراحية مؤخرا في العين أو الأنف، على تجنب الخروج في مثل هذه الأجواء.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك علاقة بين موجات الغبار وزيادة حدة الربو الذي يؤدي إلى شعور بضعف في التنفس مصحوبا بسعال ولهاث، إضافة إلى تقلص العضلات المحيطة بالشعب الهوائية وانتفاخ الغشاء المبطن للشعب الهوائية، فضلا عن ازدياد إفراز المواد المخاطية داخل الشعب الهوائية.
وأكدت مصادر طبية أنه يجب على مرضى الربو تجنب التعرض للغبار والمشروبات الباردة والآيسكريم والتعرض لموجات البرد الشديد والإقلاع عن التدخين أو التعرض له والتخلص من الحيوانات والماشية التي تعيش في محيط المريض، وعدم الاختلاط بالمرضى المصابين بالأنفلونزا وتجنب استعمال الأدوية التي تساعد على حدوث أزمة الربو مثل الإسبرين وتعريض الشراشف والمراتب لأشعة الشمس دائما والامتناع عن تناول الأغذية المحفوظة في المعلبات والمأكولات التي تحتوي على مواد حافظة وملونة ومزاولة الرياضة مثل السباحة.