تقع العرين في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية، شرق إقليم عسير، وقد سميت بذلك نسبة إلى بئر قديمة تسمى "العرينية"، وهي بئر ذات ماء غزير تقع في ملتقى وادي الشرف ووادي الحذيان، اللذين يشكلان في اتحادهما قلب العرين القديم. وبعد توحيد المملكة علي يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، كان أول مسؤول للإمارة في العرين بأمر من المؤسس عام 1338 هو عبدالله بن راشد، وكان بصحبته القاضي محمد بن يوسف.. ثم صدر قرارا حكيما بتأسيس إمارة العرين عام 1360، ثم تم افتتاح المحكمة العامة عام 1384، تلا ذلك افتتاح مدرسة الرشيد عام 1386. وفي عام 1394 افتتحت شرطة العرين، ثم مندوبية البنات عام 1399. ثم توالى افتتاح المدارس والمراكز والبنوك حتي أصبحت مدينة مكتملة الخدمات.
"عرين قحطان" غارقة القدم في التاريخ، أما في العهود المتأخرة، فإن "العرين" كانت منذ بداية العهد السعودي الزاخر - وما زالت - من أهم المراكز الإدارية التي يرتبط بها عدد من القرى والهجر في بلاد قحطان.. وقد عاش بها رجال اتصفوا بالشجاعة والكرم.. ناصروا وشاركوا في توحيد المملكة مع الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله، يشهد لهم التاريخ بذلك، فكانوا وما زالوا رجالا أوفياء مخلصين للوطن والقيادة.
عاشت العرين بخير وأمان، لها ماض جميل وأما حاضرها فمشرق، ومستقبلها زاهر بحول الله.. ودائما يظل الأمل في أبنائها قائما بأن نقدم لهذا المكان الكثير، فهو يستحق منا التضحية والوفاء، وأن نتعلم كيف نحبه وأن نشعر بالفخر انتماء لترابه، وأن نمنحه العمل، فإن الكلمات وحدها لا تكفي، ونقول شكرا لمن سعى وقدم لهذه الأرض جهده.. وأخيرا أتذكر قول أحمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق.