في السنوات العشر الأخيرة صار لجمهور النصر وقع خاص ومميز يصل للجاذبية في المناسبات والأحداث والأزمات، معوضاً غياب فريقه عن البطولات، ومحفزاً اللاعبين والإداريين والمدربين في طريق العودة.
من الحضور الفاعل في المدرجات بعنوان الصبر، إلى الاحتشاد في المطار لاستقبال بعض النجوم القادمين بهدف إشعارهم بقيمة النادي (العالمي)، ووصولاً إلى ابتكار كثير من سبل الدعم واستنهاض همم اللاعبين، وبالتأكيد لا يخلو هذا الحماس والإخلاص من ابتذال المناكفة والخروج عن النص، كما هو شأن آخرين من مختلف الأندية.
ومما يؤكد حرص (جماهير الشمس)، على اغتنام الفرص لتقوية الفريق ودعم اللاعبين وتعزيز الثقة فيهم، ابتكار أو استنساخ (متصدر لا تكلمني)، احتفالاً بالانفراد بصدارة دوري (جميل) في الجولة السادسة بعد ملاحقة قوية لمنافسه اللدود الهلال الذي تعثر بأول خسارة، فتقدم النصر بفارق نقطة.
الفرصة الذهبية وبعد 9 سنوات من عدم (الانفراد) بالصدارة، وفي ظل تكاثر عوامل التفوق هذا الموسم، وتزامنها مع توقف الدوري لـ20 يوماً، كل هذه العوامل مجتمعة أعطت زخماً خاصاً لهذا العنوان المثير (متصدر لا تكلمني)، وكل ما يدور في فحواه أو يوسعه لنقاش جماهيري وإعلامي يعطي مزيداً من الهيبة للنصر والثقة بلاعبيه وإدارته ومدربه.
الابتسامات تعلو محيا مشجعي النصر في سياق الضغط على المنافسين واستثمار الفرصة على أكمل وجه للمضي قدماً في تحقيق الهدف الذهبي وانتزاع دوري جميل (بمسماه الجديد) وبالتالي تعوض هذه البطولة زمن الضياع الطويل في متاهة الطريق إلى قمة جبل الدوري الذي خطفه العام الماضي فريق الفتح بقيادة مدربه فتحي الجبال وإدارته الشابة التي يرأسها عبدالعزيز العفالق.
جماهير النصر أخذت دور القائد الأكبر في عملية التصحيح وتحدي المنافسين وإشعال حماس اللاعبين وتحفيز الإدارة على العمل، وهذا لا يقلل أبداً من قيمة الجهد الكبير الذي تكبده الأمير فيصل بن تركي ونائبه فهد المشيقح الذي عاد وساند الرئيس، وكذلك باقي الداعمين وبتفاوت.
لست مع الذين يصفون هذا الحضور الجماهيري النصراوي بفرح عارم، بأنه احتفال مبالغ فيه أو بأنه سيكون بمثابة الضغط على اللاعبين أو سيؤثر سلباً بطريقة ما، أبداً فهو وقود قوي جداً يشعر اللاعبين قبل غيرهم، بأهمية الانتصارات وقيمة البطولة مستقبلاً، ولا سيما أن صوت الانتقادات التثبيطية لم يعد له وجود في حوارات النصراويين، والواضح أن الإدارة كثفت عملها حتى باتت دكة البدلاء توازي الأساسيين، وتحقق غايات معينة خلال بعض المباريات. ولذا صار الطموح أقوى لدى الجمهور الأصفر، فابتكر عبارات تعبر عن شعوره تجاه هذا النجاح في الثلث الأول من دوري جميل، وهو حق مشروع ينصهر في سياق الإثارة المحببة التي تستثير الآخرين وتداعبهم بما يقوي مستوى التنافس دون تجريح أو إساءة بحق الآخرين، وهذا ما ننشده تماما.
وهنا أشير إلى ردود فعل تميل للسخرية أو التصغير أو ما إلى ذلك، وهذا يجرنا إلى تناحر يسيء للرياضة.
وشخصياً أمقت الرد من أي طرف يجرنا إلى ساحة التنافر والتشاتم، وأؤكد أن الكبير هو من يقوي وجوده ويتجاوز الزلات أو دواعي الاستنقاص والمناكفة.
الجميل أكثر أن دورينا هذا العام صار أكثر جاذبية، وارتفعت حدة التنافس تدريجياً، والجميع يترقبون بشغف استئنافه بعد توقف 20 يوماً بسبب مباراة العراق الآسيوية وإجازة أيام الحج.
وسأترك الحديث بتوسع عن مستوى الدوري والتنافس على اللقب لمقال آخر.