بدأ عدد من المجمعات التجارية في مناطق المملكة في الاستعداد لاستضافة معارض فنية ورسوم للأطفال تقوم عليها وتدرب فيها فنانات شابات، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع عبر الفن. ومع تنامي أعداد هذه المعارض، طرحت "الوطن" تساؤلا على بعض الفنانات الشابات يدور حول مدى فائدة هذه المعارض في تعزيز الذائقة الفنية؟.
الفنانة "فاطمة خريدة"، أوضحت أن مثل هذه المعارض قد تكون ذات جانب دعائي للمجمع التجاري وجذب زبائن وفي هذه الحالة تؤثر على المعرض سلبيا، خصوصا إذا كان بغرض الدعاية للمجمع بأية طريقة كانت دون الانتباه لمضمون وشكل ما يعرض من أعمال. لكن الفنانة "أفراح الجضر"، تنظر للمعارض التشكيلية في المجعمات التجارية من زاوية نقطة إيجابية، حيث تعتقد أن هذه المعارض توصل "الفن إلى الجمهور العادي الأكثر عددا وتنوعا من المتذوقين والفنانين، الذين يحرصون عادة على زيارة المعارض التشكيلية في الصالات المتخصصة". وتتابع: "يعيب المجتمع أنه غير منفتح على الثقافة الفنية والاقتناء ولا يقدر كثيرا دور الفن في تطوير المجتمع وارتقائه".
بدورها، ترى الفنانة "علا المسحر"، أن استقطاب المجمعات التجارية لأعداد كبيرة من الجمهور من مختلف الفئات "يساهم بشكل كبيرة في شهرة الفنان، وهي فرصة لتنمية الذائقة البصرية، فأفراد المجتمع غالبا لا يذهبون عنوة للمعارض التشكيلية إلا فيما ندر. لكن من سلبيات هذه المعارض أن اللوحات قد تتلف في بعض الأحيان".
أما الفنانة سحر النهدي، فتؤيد العرض في المجمعات التجارية لأنها "وسيلة تثقيفية وتحسين للذائقة الفنية لدى العامة، والوصول للناس والتعريف عن الحركة التشكيلية، والتعريف بالفنانين التشكيليين"، متمنية أن يقوم "الفنانون الكبار" بعرض أعمالهم هناك، ففي الغالب المعارض المقامة بالمجمعات تعرض تجارب لهواة وليس فنانين محترفين وكبارا - حسب رأي النهدي -.
وتتفق مع النهدي الفنانة "سلمى حيان" التي تقول: إن المعارض في المجمعات التجارية تتيح للفنان انتشار ومعرفة أكبر من قبل الجمهور، بالإضافة إلى كونها تنمي الذائقة البصرية. وهو ما تؤكد عليه الفنانة "زينب مهنا" التي ترى "أن نشر الثقافة الفنية عند الناس، أمر مهم جدا، والتعريف بمدارس الفن المختلفة حتى وإن كان من خلال هذه المعارض". وتنظر الفنانة "زهراء الأمير" للأمر من زاوية "حق الجهمور على الفنان" وتقول: الفنان يحمل حسا فنيا راقيا في العادة، وجميل أن يعطي الجمهور فرصة لتذوق هذا الحس، سواء كان فنانا كبيرا معروفا أو لا، فالرابح الأكبر هو الفنان نفسه. لكن الفنانة "ندى السعيد" تؤكد على التفريق بين فئتين هما: الفنانون "الهواة" الذين تؤيد عرض أعمالهم في تلك المجمعات لأنها "تكسبهم دافعا أكبر"، أما بالنسبة لـ"الفنانين الكبار" فمثل هذه المعارض لا تليق بتاريخهم - حسب تعبيرها -.