في الوقت الذي تقام فيه حفلات التخرج في مدارس البنين والبنات قبل بدء اختبارات نهاية العام الدراسي بأسبوع أو أسبوعين، يرى الكثير من الطلاب وأولياء أمورهم أن هذا التوقيت يترك الأثر الكبير في نفوس الطلبة؛ لما تحمله فترة الاختبارات من توتر ذهني وعصبي.
وتتساءل الطالبة سماهر عواد بالصف الثالث ثانوي عن اختيار هذا الوقت من السنة لإقامة حفلات التخرج، وترى أنه غير مناسب من الناحية النفسية، إذ يكون التوتر واضحا على الطلاب جراء خوفهم من تدني الدرجات أو عدم النجاح. وتضيف سماهر: "لحفلة التخرج طابع خاص في نفوسنا وذكريات لن تمحى من ذاكرتنا، ولكن ماذا لو كانت تلك الحفلات تقام بعد فترة الامتحانات النهائية لنشعر بفرحة وطعم النجاح". كما ذكرت أماني البلوي ـ طالبة جامعية بالمستوى الرابع ـ أنها لا تؤيد إقامة حفلات التخرج قبل الامتحان؛ لأنها تلهي الطلاب والطالبات عن امتحاناتهم، لا سيما إذا كانت الفترة بين الامتحانات والحفلة قريبة، فتنشغل كل الطالبات وحتى المعلمات، والكل يقصر فيما هو مطلوب منه.
ويخالفهم الرأي ولي الأمر جبريل عقيلي، إذ أكد على أهمية حفلات التخرج ووجوب تفعيلها، مشيرا إلى أن وقتها ملائم جدا قبيل موعد الاختبارات، مما يعطي دفعة معنوية للطلاب ويضيف: "السلبيات في مثل هذه الحفلات تكون عادة من بعض المعلمين أنفسهم، إذ يفرقون بين الطلاب في التكريم، خاصة إذا كان ولي أمر الطالب من الطبقة الاجتماعية الراقية أو أحد المسؤولين، فنجد إدارة المدرسة تبالغ في تكريمهم، وإن كانوا غير متفوقين، مما يترك أثرا سلبيا في نفوس باقي الطلاب.
من جهتها ذكرت الأخصائية حصة عبدالكريم أن لحفلات التخرج أهمية في خلق قيم اجتماعية إيجابية بين الطالبات والمدرسة، وتعدّ ضرورية ومهمة لما تتركه من ذكرى في ذهن الطالبة عن السنوات التي قضتها في المدرسة، والجهد العلمي الذي بذلته، وتقول الأخصائية: حفلات التخرج تخلق عاملا إيجابيا من حيث كونها توثق العلاقات بين الطالبات والتعاون فيما بينهن، وتشعر كل طالبة بدورها وأهميتها، وتسعى لبذل جهد أكبر في الاستذكار حتى يكون لها نصيب من هذا الحفل، وتكون من عداد الخريجات. وترى حصة أن الوقت المناسب لعمل مثل تلك الحفلات يكون بعد خمسة أيام من ظهور النتيجة.