على الرغم من كوني "نصراوي متقاعد"، وهو توضيح اضطررت لنثره كلما تحدثت عن "النصر"، إلا أنني فرحت لصدارته، وهو فرح ممتد من السعادة التي سكنت كثيرين، وصنعت عيدا موازيا للعيد الذي نعيشه، ونفضت الغبار عن أماني مؤجلة، لجماهير انتظرت كثيرا.. كثيرا.

وقبل أن تبدأ مسلسلات التحليل، فأنا فرح للرياضة السعودية قبل كل شيء، وسعيد لعودة روح التنافس، وللحياة التي استعمرت أرواحا قتلها التأخير.. بعيدا عن كون هذه "الصدارة / الفرحة" موقتة، وبعيدا عن الأمر أشبه بالمعتاد لدى أندية أخرى، وبمنأى عن كل الاعتبارات الفنية والإدارية وغيرها، إلا أن هذا أكد لنا أو "لي شخصيا" عدة أمور، منها ما هو معروف، ومنها ما هو غير مألوف، ولعل بعضها الآتي:

- أن النصر "العالمي"، متعطش لأي فرحة، مهما كانت، وبأي ثمن، مما جعله يرضى بالصدارة "المحلية"، ويحتفي بها، بصوت عال جدا..

- أن جماهيرية النصر كبيرة، ولم تؤثر عليه سنوات الغياب عن المنصات، وعن مصافحة البطولات، بل أن عددا كبيرا من مشجعيه لم يتسن لهم حضور أي بطولة في حياته، ومع ذلك، فإن أرقام المناصرين في ازدياد!

- أن مساندي الأصفر، يمتلكون حسا عاليا في آلية "صنع الدعابة/ النكتة"، بالنص والصوت والصورة وغير هذا، ومهارة أعلى في طريقة تدوير كل هذا.

لكن.. وبعد كل الفرح الذي نثره النصراويون في ممرات الشبكات الاجتماعية، وعلى زجاج السيارات، وفي غرف العمليات، ولونوا به كل مساحات الحيوات، ما الذي سيفعلونه فيما "لو" طارت الصدارة، وهو أمر وارد الحصول، وعاد النصر إلى سلم الماضي، وبدأ غيرهم يردد "متصدر لا تكلمني"، ومارسوا الـ"طقطقة" أضعافا مضاعفة..؟! هل استعد النصر الفريق لحماية الفرحة، ومنح السعادة عمرا أطول يوازي سنوات الانتظار، أم سيحول كل هذا لحلم عابر، مر بعيد، وصنع عيدا إضافيا، وغاب كعاشق اضطرته الحياة للرحيل في ليل لا صبح له!. والسلام