كانت محافظة رفحاء تستعد للاحتفال بعد كمية التفاؤل التي سبقت مثول ابنها السجين السعودي حميدان التركي أمام لجنة البارول في سجن كولورادو للنظر في طلب الإفراج المشروط عنه. إلا أن كمية التفاؤل تلاشت بعد رفض اللجنة طلب الإفراج المشروط، وخيم الحزن على رفحاء التي ولد فيها حميدان علي التركي عام 1969 م.
ويأتي حميدان الثالث في الترتيب بين أبناء علي التركي، وولد في منزل والده الواقع بحي الخالدية، حيث كانت تستقر عائلتهم قبل أن تنتقل إلى الرياض قبل عدة سنوات، وما يزال بعض العائلة يسكن رفحاء وما تزال منازلهم ومحلاتهم التجارية ومسجد والدهم شواهد على ذكريات حميدان الذي درس في مدارس رفحاء حتى أتم تعليمه الثانوي في المعهد العلمي ثم انتقل إلى الدراسة في الجامعة، ثم ابتعث إلى أمريكا ولم يعد منها حتى اتهم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بسوء معاملة العاملة المنزلية وأدخل السجن وعادت أسرته إلى المملكة.
وكان تركي نجل حميدان التركي المصدر الرئيسي لوسائل الأخبار لتفاصيل قضية والده خلال اجتماع اللجنة للنظر في طلب الإفراج المشروط عنه، وكان قد أعلن عبر حسابه على "تويتر" رفض اللجنة للإفراج، مؤكداً أن والده اتصل بهم وكان صابراً يسعى لمواساتهم ويصبرهم رغم أنه كان يحتاج إلى من يواسيه.
وأشار تركي أن نقاش اللجنة مع والده تمحور حول مقتل رئيس قسم الإصلاح "توم كليمنتس" على الرغم من عدم علاقة والده بالموضوع -حسب قوله في عدة تغريدات-، في إشارة منهم إلى أن اللجنة كانت مشحونة بالحقد والكراهية بوساوس المدعية العامة.
وأكد أن اللجنة قررت إعطاء والده حميدان فرصة أخرى في 2015، مبيناً أن ذلك سيكون بعد قضاء والده 9 سنوات من حياته في سجون كولورادو، 3 سنوات منها فوق الحكم الصادر بحقه.
وكان تركي حميدان قد طلب عبر "فيديو" دعم والده بالتوقيع على عريضة للمطالبة بالإفراج عنه، ولقيت العريضة تفاعلاً كبيراً من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتجاوز عدد الموقعين 100 ألف شخص.
وشهد "هاشتاق" حميدان التركي في "تويتر" مشاركات الكثير من السعوديين بمن فيهم المشاهير، حيث كتب الشاعر فهد المساعد: "يارب يا عالم بما يخفي العلم.. يا الآمر الناهي، لك الأمر كله/ أطلق سراح اللي شكى لك من الظلم.. وردّه إلى دياره وأهله ومحله".
وكتب الإعلامي وليد الفراج: "لا يوجد شيء في السياسة اسمه مستحيل، إنني واثق أن بلادي بثقلها الاقتصادي والديني يمكن أن يكون لها دور أقوى وأكثر تأثيراً".
كما طالب بعض المشاركين بعد رفض الإفراج، بتفعيل طلب نقل السجين حميدان التركي إلى المملكة، معتبرين أنها خطوة ممكنة قانونياً.
ولم ينس الدكتور أحمد التركي شقيق حميدان الأكبر أن يشكر جميع من تفاعل مع قضية أخيه حميدان، مبيناً أن ذلك مثلج للصدر، داعياً الله أن يفرج هموم المشاركين ويفك أسرانا جميعا في أميركا وغيرها، مطالباً بمواصلة التوقيع.