في مدينة الدمام التي تعدّ من المدن الصناعية الهامة في المملكة، تنتشر المئات من المستودعات التجارية المتنوعة، ومن أهمها مستودعات المواد الغذائية والأثاث المنزلي التي تدخل كل بيت.

ومع أهمية وجود هذه المستودعات لحفظ السلع المختلفة فيها، إلا أن معظمها يفتقر لأبسط المعايير والاشتراطات الصحية الواجب توفرها للحفاظ على سلامة المواد المخزنة فيها، مما قد يسبب الأمراض ويثير المخاوف من وضعيتها وخطورتها على المستهلكين لما تضمه بين جنباتها.

"الوطن" تجولت في بعض المستودعات في الدمام التي تصل فيها درجات الحرارة إلى 50 درجة في الصيف، إضافة إلى الرطوبة العالية، فتبين أن الكثير من المشرفين على تلك المستودعات ليس لديهم الإلمام الكامل ولا الرغبة في تطبيق معايير الجودة الخاصة بالمستودعات، ففي معظم المستودعات تجد الفئران والحشرات تنتشر بين السلع المخزنة وتنقل الأمراض عن طريق تلك السلع التي تدخل كل بيت، بسبب الإهمال وغياب الجولات التفتيشية من البلديات المعنية.

بعض المواطنين تحدثوا إلى"الوطن" معبرين عن قلقهم وخوفهم الشديدين من السلع التي يشترونها من المحلات التجارية التي معظمها مخزنة في مستودعات سيئة التخزين، التي تتسبب في نقل الأمراض لهم وبعض الحشرات إلى منازلهم.

يقول سامي السعيد إنه اشترى بعض الأثاث من إحدى الشركات واتفق مع الشركة على توصيله إلى منزله الجديد المنتقل إليه، وبعد فترة من تركيب الأثاث اكتشف أن بيته به حشرة البق منشرة في كل محتويات أثاث منزله، وبعد البحث عن أسباب وجود تلك الحشرات الضارة، اكتشف أنها كانت مع الأثاث وانتقلت من المستودعات.

وذكر أن ذلك الشيء كلفه الكثير من المال واضطر بسببه أن يؤجل موعد انتقاله هو وعائلته إلى المسكن الجديد؛ لأنه أخرج جميع الأثاث الذي اشتراه وأحضر شركة لرش منزله بالمبيدات الحشرية.

ويقول تركي الغامدي: أصبحت المستودعات التجارية تشكل خطرا كبيرا على صحة الناس، وتتسبب في بعض الأمراض لهم، والسبب غياب الثقافة والوعي لدى المسؤولين عن تلك المستودعات، مطالبا أمانة المنطقة الشرقية بتنفيذ حملات بشكل مستمر حتى يشعر أصحاب هذه المستودعات أن عليهم رقابة وبالتالي يهتمون بنظافة مستودعاتهم.

وأضاف أنه بعيدا عنر المستودعات المصرح لها نظاميا هناك مستودعات في بدرومات المنازل بعيدة عن الأنظار، وقال إن هذه المستودعات تشكل خطرا كبيرا على قاطني تلك المنازل.

من جهته، أوضح رئيس بلدية شرق الدمام المهندس زياد السويدان لـ"الوطن" أن موضوع المستودعات مهم جدا؛ لأنه بسبب اعتماد الكثير من المنشآت التجارية والمطاعم على تخزين سلعهم في هذه المستودعات، فأي مشكلة في البضائع المخزنة تتنقل إلى فروع تلك المنشآت.

وذكر السويدان أنهم نفذوا عدة جولات تفتيشية على المستودعات، وتبين لهم من خلال هذه الجولات تدنى الوعي لدى القائمين على هذه المستودعات، وقال إنهم وجدوا في تلك المستودعات بعض المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها مع المواد الجديدة، وبعض المستودعات ليس بها أجهزة تكييف وتكون الحرارة داخل المستودع عالية جدا، مما يتسبب في تعفن المواد المخزنة، والبعض الآخر تبين أن البضائع المخزنة موجودة على سطح الأرض مباشرة بينما البلدية تشترط بأن تكون البضائع مرتفعه عن الأرض بـ 15سم.

وتابع قائلا: إن هناك بعض المستودعات وجد فيها المواد الغذائية مخزنة بجوار مواد التنظيف متجاهلين التعليمات التي تنص على فرز البضائع عن بعضها.

وبين السويدان أن البلدية تطلب من صاحب المستودع عقدا بينه وبين إحدى شركات النظافة لرش المستودع وتطهيرها من القوارض والحشرات.

وأكد السويدان أن دور المواطن هام وضروري لمساعدة البلدية في الكشف عن المستوعات المخالفة، خاصة المستودعات المخالفة الموجودة في المنازل عن طريق التلبيغ على الرقم 940 وعن طريق إميل الأمانة أو بشكل مباشر.