لا علاقة لي مطلقاً بالكتابة في المجال الرياضي، ولا يوجد لدي انتماء عاطفي لمدرجات الهلال أو الاتحاد. لكنني على الدوام أشجب التخندق العنصري وأكره شعارات التصنيف وشعور الفوقية. وليسمح لي الصديق العزيز، أحمد عيد الحربي، رئيس اتحاد كرة القدم إن قلت بكل وضوح إن لجان اتحاده المختلفة تظهر تناقضاً يبشر ببطولة جديدة لهذا (الهلال)، رغم أن الزعيم في غنى عن التتويج الافتراضي، مثلما هو في غنى تام عن التمهيد المبكر لبطولة جديدة. وإذا كنتم تريدون البطولة للهلال فلنقلها صريحة من أول الموسم كي يكون الكل على بينة. يستطيع الحصيف العاقل أن يضحك حتى تبان نواجذه لأن اتحاد كرة القدم انتظر لعشرين يوماً كي يعترف بوجود هتاف بغيض بلغة عنصرية. لكن المضحك المبكي هو العقوبة: أن يلعب هذا (الهلال) مباراته القادمة بلا جمهور وأمام من؟ أمام الفريق المقابل في الحارة المجاورة وكأن جمهور الهلال يولدون بعلامة في الجبهة كي نستطيع فرز الجمهور من بين أبناء مدينة واحدة. وإذا كان الهتاف العنصري البغيض مهزلة مكتملة فإن العقوبة نفسها، بنوعها وشكلها وتوقيتها، هي (أم المهازل) المضحكة: أن تختار العقوبة للهلال نادياً مقابلاً بلا جمهور ليلعب الهلال في مدينته بلا مدرج. أخي العزيز، أبورضا: كل شباب هذا الوطن من المهتمين بالحركة الرياضية يعرفون جيداً تاريخ جمهور الهلال مع الفريق الاتحادي. كل البراهين المسجلة بالإثبات تثبت ست سنوات من الهتاف العنصري البغيض ضد هذا الفريق بالتحديد لسبب بسيط: لأن العقوبة ماركة هلامية مسجلة. لأن ذات الجمهور يعرف جيداً أن العقوبة هي أن يلعب الفريق على أرضه وفي قلب مدينته بلا جمهور في مهزلة عقاب مضحكة. ولأخي أحمد عيد، سأقول مختتماً، إن وقف هذا التمييز العنصري في ملاعبنا لن يقف إلا إذا (غمست) يديك بجرأة وشجاعة كما يفعل العالم من حولنا في وجه هذه الظاهرة: إذا سحبت نقاط الفريق، وبالنظام، كي يدفع العنصري زلة لسانه.