كثير ممن زار منطقة جازان على فترات زمنية متقاربة يلحظ أن هناك مشروعات تنموية وحيوية تم الانتهاء من تنفيذها، وهناك مشروعات أخرى جديدة تم البدء في تنفيذها، ومن أهم ما يلاحظه أي شخص هو إنجاز العديد من الشوارع الفسيحة في مدينة جازان، ومحافظاتها، ومراكزها، وهذه الشوارع قد تفتقر لها بعض المدن الكبيرة، وهذا إنجاز كبير، حيث المنطقة تحتاج لمثل هذه المشروعات ليسهل التواصل بين محافظاتها، ومراكزها وهجرها، خاصة أن هناك مشروعات اقتصادية عملاقة ستشهدها المنطقة في الأيام القليلة القادمة مثل مصنع الحديد، ومصفاة جازان، والمدينة الاقتصادية، وباكتمال منظومة جامعة جازان، وغير ذلك من المشروعات الحيوية الأخرى، كما تم الاهتمام بالواجهة البحرية في عدد من الجهات على البحر، وهذه الأماكن تمثل عامل جذب سياحي لزوار منطقة جازان الذين يتوافدون عليها في فصل الشتاء، وفي مواسم العطل والإجازات، ومشروعات الواجهة البحرية أيضاً تمثل متنفسا لأبناء المنطقة للتمتع بنسيم البحر، وهذه المشروعات تمثل استثمارا حقيقيا في المكان، وهي بحاجة إلى رعاية وعناية من الجهات المعنية من خلال توفير العديد من حاويات النظافة، على أن يتم توزيعها بشكل مدروس بحيث لا تترك الفرصة لمرتادي هذه الأماكن لترك النفايات خلفهم، أو الرمي بها في الأماكن العامة. هناك عامل آخر مهم جدا ومطلوب للمحافظة على هذه الأماكن نظيفة ومؤهلة لاستقبال الزوار وهو وجود فريق مراقبة من الجهات المسؤولة عن هذه الواجهات يقوم بجولات لمنع المخالفين من القيام بإشعال النار في الأماكن غير المخصصة لذلك، ولمنع دخول السيارات إلى الأماكن المخصصة للأفراد، أو الأسر. من الضروري أن تكون هناك مواقف سيارات كافية، حيث إن بعض الواجهات البحرية الجاهزة، أو التي يتم تنفيذها حاليا بحاجة إلى مواقف إضافية، كذلك هناك حاجة لزيادة عدد الملاعب المخصصة للشباب بحيث تكون على طرف من هذه الأماكن، ويكون لها تنظيم معين بحيث تتم جدولة هذه الملاعب بين الشباب، ويتم الالتزام بهذه الجداول ليتم تدريب الشباب على النظام والتنظيم.
الجانب الآخر الذي شهد إنجازا كبيرا هو انتشار العديد من الفنادق بمختلف الدرجات بعد أن عانت المنطقة من شح في الفنادق لكي تستوعب ضيوف المنطقة وزوارها، وهناك عدد آخر من الفنادق تحت الإنشاء، كما تم بناء العديد من الشقق المفروشة التي عملت بمثابة جذب للسياح، وللباحثين عن الدفء في فصل الشتاء من سكان المناطق الجبلية الباردة، وتوفر هذه الخدمات الإيوائية يتطلب من الجهات المسؤولة عنها المتابعة المستمرة فيما يتعلق بالحصول على الرخص المطلوبة، وتجديدها، والتأكد من أن مستوى الخدمات بهذه الوحدات يتناسب مع تصنيفها، ومراقبة الأسعار لهذه الخدمات، حيث إن هناك مبالغة غير مبررة في أسعارها في المواسم.
كل هذه المشروعات التي تسابق الزمن في منطقة جازان نتيجة لدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية- لجميع مناطق المملكة بشكل عام، ولهذه المنطقة على وجه الخصوص، وما يؤكد ذلك هو زيارته للمنطقة عندما ظهرت بالمنطقة حمى الوادي المتصدع، وهذه الزيارة ترجمة حقيقية لهذا الدعم الذي تحظى به هذه المنطقة، وتمت ملاحظة ذلك على أرض الواقع من خلال المشروعات التي تعيشها المنطقة في هذه الأيام، ولأمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر دور كبير في تحقيق العديد من الإنجازات الحيوية في منطقة جازان، ومحافظاتها، وذلك من خلال متابعته المستمرة، والوقوف عليها في مراحل تنفيذها المختلفة. ولا أحد يستطيع أن يتحدث عن المشروعات التنموية في جازان بمعزل عما تحقق في جامعة جازان، هذه الجامعة الفتية التي شهدت العديد من الإنجازات، سواء في المجال الأكاديمي من خلال التوسع في عدد الكليات والتخصصات النوعية، ومن خلال توفير التعليم الجامعي للمستفيدين في محافظات المنطقة في أماكن إقامتهم، أو من خلال التعاون مع جامعات، وجهات أكاديمية وبحثية عالمية بما يعود على الجامعة، وطلابها، وأعضاء هيئة التدريس بها بالنفع والفائدة. لقد قطعت جامعة جازان شوطا كبيرا من الإنجازات في مجال الحرم الجامعي، ومباني الكليات في موقع الجامعة المميز على ساحل البحر الأحمر، وتم الاهتمام بعضو هيئة التدريس والعمل على تهيئة البيئة الاجتماعية المريحة له ولأسرته فقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من سكن أعضاء هيئة التدريس، وهذا إنجاز كبير لجامعة جازان في هذا المجال. المتتبع لأنشطة جامعة جازان في مختلف المناسبات يجد أنها قدمت وتقدم الكثير من الفعاليات المتنوعة، والتي تعد إسهاما منها في خدمة المجتمع الجامعي، والمجتمع خارج الجامعة، وذلك من خلال برامجها الهادفة، وهذه الإنجازات في درة الجامعات تحققت بمتابعة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع، الذي وهب الجامعة كل وقته، وجعلها همه الأول، وخطط لهذه الإنجازات بمساعدة زملائه في الجامعة، وتحقق لهم جميعا ما يصبون إليه، وفقهم الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
ومنطقة جازان شهدت نقلة نوعية في السنوات العشر الماضية في مختلف المجالات، والمستشرف لمستقبل هذه المنطقة يجد أنها مقبلة على حراك تنموي كبير من خلال مشاريعها الحيوية التي تم البدء في بعضها، والبعض الآخر سيرى النور في القريب العاجل، ولذلك الاستثمار في منطقة جازان واعد بشكل كبير نظرا لموقعها الاستراتيجي، ولمشروعاتها المختلفة، وأرى أن يعيد رجال الأعمال من أبناء المنطقة وغيرهم النظر في الاستثمار في هذه المنطقة الواعدة، والمقبلة على استثمار متنوع ومثمر.