تشكل "الغربة" وصعوبة التأقلم مع أجواء جديدة مناخيا واجتماعيا، الهاجس الأكبر للاعبين الأجانب عند خوضهم تجربة احترافية خارج أوطانهم، خاصة للقادمين من أميركا الجنوبية وأوروبا، بيد أن عوامل عديدة يمكنها أن تخفف من هذه المعاناة، وربما تنهيها أحيانا، لعل من أهمها توفر الاستقرار العائلي للاعب.

السيدة شايني، تلعب هذا الدور بإتقان مع زوجها المحترف البرازيلي بفريق الشباب الكروي وصانع ألعابه، مارسيلو كماتشو، وتنقلت معه بين ثلاث مدن هي الرياض، جدة وبينهما الدوحة القطرية، وهو يخوض تجاربه الاحترافية في أندية الشباب والأهلي السعوديين والعربي القطري قبل أن يعود مجددا لارتداء القميص الشبابي هذا الموسم.

وكشفت شايني لـ"الوطن"، أنها "أحبت" تلك التجارب والعيش في البلاد الخليجية العالم العربي ولا تمانع أبدا في الانتقال مع زوجها إلى أي بلد، رغم اختلاف العادات والتقاليد. وقالت: "أشعر باستقرار نسبي في حياتي داخل السعودية، فيكفي أنني بجانب زوجي، لأقدم له الرعاية اللازمة كونه لاعبا محترفا، وأسافر إلى موطني البرازيل مرتين في السنة لزيارة الأهل والصديقات".

واعترفت بتفضيلها الحياة في العاصمة السعودية رغم قضائها موسما كاملا مع زوجها في "عروس البحر الأحمر" عندما لعب للأهلي العام الماضي "في الواقع أحببت الرياض أكثر من جدة، لأنني أهوى التسوق، والعاصمة تتميز بأسواقها الكبيرة، كما أن الحركة المرورية في طرقها أكثر انسيابية"، بيد أنها عادت لتؤكد أن جدة "جميلة وبها أماكن رائعة ويكفي أنها تشرف على سواحل جذابة". وككل أنثى تتابع زوجها من المنزل عبر التلفاز، تتألم شايني وتقلق إذا ما رأته مصابا أو يتعرض لمخاشنة من منافسيه: "أشعر بعصبية شديدة إذا سقط مارسيلو على الأرض، لأنني لن أتمكن من الذهاب إلى الملعب، وأيضا لا أجيد اللغة العربية حتى أستطيع أن أفهم ما يقوله معلق المباراة عن إصابته، وعليّ أن أنتظر حتى تنتهي المباراة لأتمكن من مهاتفته وأعرف منه حقيقة ما جرى له".

وتحزن شايني إذا ما خرج فريق زوجها خاسرا نتيجة المباراة "أشعر بشيء من الإحباط إذا خسر، ولكنني أعمد أن أكون معه بحالة جيدة، وأفتح معه نقاشا في أمور بعيدة عن الكرة، مبعثها التفاؤل، حتى يستعيد سعادته"، وهو عكس ما يحدث عندما يفوز فريقه بمباراة ما أو يسجل هدفا أو يحقق بطولة "أكون في منتهى السعادة، وكأنني حصلت على هدية ثمينة.. وتبلغ فرحتي قمتها عندما يحقق مع فريقه بطولة لأنني أعرف تماما أنه يكرس كل حياته اليومية نحو الأفضل وتحقيق الانتصارات والإنجازات".

ورغم أن الزوجين لم يرزقا بأطفال بعد، إلا أن شايني لا تعلم إن كانت سترغب في أن يمارس ابنهما الكرة كأبيه، وتقول: "لا أستطيع أن أقرر مستقبل ولدي، وعندما يرزقني الله به سأتناقش حينها مع مارسيلو عما إن كنا سنساعده في دخول المجال الرياضي أم نبعده عنه ليتجه إلى طريق آخر".